14 سبتمبر 2025

تسجيل

ارحلوا برفق!

20 أبريل 2019

ما أكثرَ عدد النّدوبِ في جسدي، تُشبه خريطة العالم في العصور الوسطى، ملامِحُهَاغريبة، وغرابتها مؤلمة! هم وحدهم فقط من تسبب بتلك النّدوب، أو ربما أنا من حاكها بإتقانٍ، لا يهم النّتيجة متساوية! ما زالت تلك النّدوب ترمقني بأسى، ويُصرُّ جسدي على احتضانها! أيُّها المقرَّبون لماذا لا ترحلون برفقٍ حينما تنتهي أدواركم معنا، بمَ تشعرون حينما تتراقصون خُبثًا على أوتار آلامنا، أتذكَّرُ الشّريطَ جيدًا.. أحداثنا معًا، كلماتنا، كانت جميلة، هادئة، وفي منتصف الشّريط ثارت لتُشنَّ حربًا على البداية، تعاتبها على لُطفها وعلى نواياها السّابقة، وعندما اقتربت النّهاية تشوَّهت تلك الأرواح تمامًا، ولم يبقَ سوى آثار تلك النُّدوب النّيئة! يا غُرباء، ادخلوا قلوبنا بهدوء، بعيدًا عن صخبِ العلاقات المشروطةِ، ربما نتفق فنبني علاقةً ناجحةً خيوطها منسوجة بإحكام، وقد لا نتفق، فطبيعة الكون لا تنسجمُ مع الأضدادِ وهكذا أيضًا العلاقاتِ، أو الأرواح ! فلمَ التجريح وإطلاق الأحكام والآراء التي قد لا تُعبِّر عن حقيقتنا.. وإنّما تُعبّر عن رؤيتكم الخاصة تجاهنا، أيُّها الغرباء أنتم أيضًّا ارحلوا برفقٍ! لماذا لا نحترم الاختلافات بين البشر، ولماذا لا نؤمن بفكرة انتهاء الأدوار، ولماذا نُصرُّ كثيرًا على تمثيلِ دور المظلوم في الأحداث، ألا يكفينا عذرًا يتلخصُ في فكرةِ عدم الاتفاق، أو فكرة احترام وتقبُّل طبيعة الآخر، لماذا نلجأ دائمًا لممارسة الدراما المُهلِكة ونستعين بها بديلًا عن المنطق والواقع ! تذكر إن لم أُعجبك فهذا لا يُّعدُّ خطأك وليس بالضرورة يكون خطئي، بكل بساطة نحن لم نتفق! فلنرحل برفق. الرحيل برفقٍ يخبرني كم أنت راقٍ، وقلبك ينبض بخير وإحسانٍ، قد أوصانا به الله عزَّ وجل في قولهِ: «وأحسنوا إنَّ اللهَ يحبُ المُحسنين»، إنَّ الإحسانَ ليس ثُقلًا على القلوب، بل هو دواءً تتشافى به النُفوس والأرواح من البُغضِ والكراهية والحقد الذي يُغطي البعض نتيجة الاختلافات أو عدم توافق الأرواح..لذلك ارحلوا برفق!