18 سبتمبر 2025

تسجيل

حماس وإسرائيل: حرب أم مفاوضات؟

20 أبريل 2016

تختلف تقديرات المتابعين لتطورات العلاقة بين إسرائيل وحركة المقاومة الفلسطينية "حماس"، ما بين إمكانية اندلاع حرب قريبة بينهما، أو التوصل لهدنة شاملة، في ظل حديث متواتر عن مفاوضات غير مباشرة بدأت بين الطرفين يمكن أن تؤدي إلى حل عدد من القضايا العالقة بينهما، وأهمها الجنود الإسرائيليون الأسرى لدى حماس والحصار الإسرائيلي لقطاع غزة.ويأتي حديث المفاوضات في ظل ما نشرته صحيفة هاآرتس الإسرائيلية حول تأكيد وزير الخارجية الإسرائيلي "أفيجادرو ليبرمان"، على أن إسرائيل تجري مفاوضات مع حركة حماس بوساطة من مصر ومبعوث الأمم المتحدة للشرق الأوسط "نيكولاي ملادينوف"، مشيراً إلى تمرير الكثير من الرسائل من إسرائيل إلى حماس، في محاولة لشراء هدوئها.وكان أبو عبيدة، المتحدث باسم كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس، أعلن في بداية شهر إبريل الجاري، لأول مرة، عن وجود "أربعة جنود إسرائيليين أسرى"، مشيراً إلى أنه "لا توجد أي اتصالات حول جنود العدو الأسرى، وأن أي معلومات عن مصير هؤلاء الجنود الأربعة لن يحصل عليها العدو سوى بدفع أثمان قبل وبعد المفاوضات". وأضاف أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يكذب على شعبه ويضلل جمهوره وأهالي جنوده الأسرى، في إشارة إلى حديث نتنياهو إلى أن "هنالك جهوداً مضنية تجري بهذا الصدد، وأنا أجري لقاءات بهذا الشأن كل عدة أيام، وتم إطلاعي قبل يومين لا أكثر على تطور مهم".لكن يبدو أن حديث المفاوضات هذه المرة يتخذ طابعاً جدياً إلى حد ما، خاصة وأن مصر والأمم المتحدة تلعب دور الوسيط بين الطرفين لمنع اندلاع مواجهة جديدة بينهما في ظل تصريحات إسرائيلية متوالية حول نجاح حركة حماس في تجديد ترسانتها العسكرية التي تضررت خلال حرب صيف عام 2014، حيث أشارت صحيفة هاآرتس إلى أن حماس تواصل استكمال استعداداتها للمعركة القادمة، وأنها تركز عملها في إنتاج القذائف الصاروخية، والاهتمام المتزايد بوحدات الكوماندوز البحري، وتأهيل قوة خاصة لتنفيذ هجمات داخل إسرائيل.كما ذكر الخبير العسكري الإسرائيلي "عاموس هارئيل" أن حركة حماس أعادت بناء منظومة الأنفاق، مضيفاً أنها تبذل جهوداً مضنية في مشروع الأنفاق، حيث اقترب عددها لما كان عليه الوضع عشية اندلاع حرب غزة الأخيرة. وأضاف أن هناك سيناريوهين يرجحان اندلاع مواجهة عسكرية، الأول نجاح حماس بتنفيذ عملية عسكرية كبيرة ضد إسرائيل انطلاقاً من الضفة، مما سيؤدي إلى رد إسرائيلي كبير ضد الحركة في غزة، كما حصل عقب اختطاف المستوطنين الثلاثة في الخليل في يونيو 2014. أما الثاني فيتمثل في الجهد الإسرائيلي لضرب منظومة الأنفاق على حدود غزة، مما قد يدفع قيادة حماس العسكرية للمبادرة بضربة استباقية ضد إسرائيل، رغم الثمن الكبير الذي سيدفعه قطاع غزة.لكن في المقابل هناك من يتحدث في الجانب الإسرائيلي عن ضرورة تجنب حدوث مواجهة جديدة مع حماس، وهو ما يتماشى مع حديث المفاوضات التي بدأت بين الطرفين. لكن يجب التأكيد على أن نتيجة تلك المفاوضات هي التي ستحدد مسار الاتجاه إلى الحرب، فإذا ما تم التوصل إلى حلول للقضايا الرئيسية، خاصة الجنود الأسرى والحصار المفروض على القطاع فسيكون ذلك بمثابة هدنة طويلة الأمد بين الطرفين. وإما فشل المفاوضات واندلاع الحرب.