31 أكتوبر 2025
تسجيلفضيحة الناطق الإعلامي باسم رئاسة الحكومة العراقية (رافد فاضل الجبوري)، هي فضيحة مجلجلة وذات أجراس ثقيلة، والتي تؤكد على كون الجبوري كان يعمل في مرحلة النظام السابق كمطرب يغني أغاني وطنية كانت تمجد بالرئيس العراقي السابق (صدام حسين)!، وقد تم عرض فيديو على اليوتيوب يوثق تلك المعلومة والتي ربما تناساها الكثيرون ضمن مهرجانات النفاق الشعبية الخاضعة لمنطق الخوف من السلطة، والتي كانت تمجد بل تؤله النظام السابق؟ الجبوري اعتبر ذلك الفعل الذي اعترف به بمثابة غلطة العمر بالنسبة له!!، وهو ما كلفه خسارة منصبه الجديد!!، خصوصا وإن رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي قد اختاره ليكون ناطقا باسمه لأسباب عشائرية وطائفية ليس من بينها التنقيب في السيرة التاريخية وفي أرشيف الماضي القريب! والواقع الميداني العراقي يؤكد بأن رافد الجبوري ليس الحالة الوحيدة في الحكومة العراقية التي كانت ترتبط بالنظام السابق!! بل أنه حالة بسيطة ضمن جيوش مجيشة من مختلف الطوائف والملل العراقية المتواجدة اليوم في الحكومة والبرلمان وقيادات الأحزاب الطائفية خصوصا ممن كانوا يلهجون بمناقب ومحاسن النظام السابق ويدافعون عنه وكانوا يلبسون (الزيتوني)، ويحملون شارات حزب البعث وسلاحه حتى يوم التاسع من أبريل 2003 وبعد سقوط التمثال وانهيار النظام!، وحيث اختفى البعض في مدن عراقية أخرى غير مقر سكناهم، واحتمى البعض الآخر بالعشيرة أو الطائفة، قبل أن يغيروا جلودهم ويحولوا الراية والسلاح للكتف الأخرى ويندمجون ضمن طواقم النظام الجديد الذي نشأ في كنف الاحتلال الأمريكي الإيراني، ويتراجعون لملاذاتهم الطائفية خصوصا التي وفرت لهم عودة اندماجية بعد أن تم إسدال الستار على الماضي!!، شخصيا أعرف عناصر كانت متحمسة وتعمل مع المنظمة الأمنية والقمعية للنظام السابق ومارست جرائم ضد العراقيين ثم اختفت بعد الاحتلال وعادت لاحقا لأراها في صفوف منظمات طائفية رثة مثل (جيش المهدي) أو (شهيد المحراب) أو (سيد الشهداء) أو (بقية الله وثأر الله)!! وغيرها من تلك العصابات السائبة التي تسيدت الموقف، بل إن بعض من أعرفهم من عتاة وغلاة الأمنيين السابقين لم يتردد عن اعتمار العمامة والتحول لحالة دينية طائفية مثيرة للسخرية!!، وقد كتبت عن أولئك سابقا بالأسماء والعناوين ومن يرغب بمعرفة المزيد عليه بمراجعة أرشيف مقالاتي، وفي البرلمان اليوم عناصر معروفة ومشخصة بدفاعها عن النظام السابق وهي اليوم نشيطة ضمن أروقة النظام الحالي مثل النائب ظافر العاني أو النائب مشعان بن ركاض بن ضامن الجبوري الذي شتم قيادات النظام الحالي في الاتجاه المعاكس ورثى صدام حسين بعد إعدامه وعمل علنا مع المخابرات السورية في حرب الإرهاب في العراق القادم من مخابرات الشام!! وكان يمتلك قناة فضائية (الزوراء) كانت تدعم الإرهاب علنا!!! ولكنه اليوم من قيادات الحشد الشعبي!!! بل ويدافع عن النظام الإيراني وعصابات ميليشياته التي مارست جرائم الحرق والنهب والقتل في ديالي وتكريت والفلوجة وغيرها من المدن العراقية المنتفضة!! حالة الناطق الإعلامي المقال رافد الجبوري في أغنيته الوطنية الصدامية اليتيمة تمثل مجرد حالة بسيطة ومرحلة عابرة نسبة لعناصر حكومية وبرلمانية أخرى كانت متورطة حتى الثمالة في دعم مشاريع النظام السابق، ثم تحولت طائفيا وفكريا بطريقة بهلوانية معروفة في العراق، وحيث للنفاق العميق أصول وجذور ووجود تاريخي فاعل، فالإمام الحسين وأهل بيته رضوان الله عليهم أجمعين، حينما استشهدوا في العراق فإن ذلك الفعل الإجرامي حصل بسبب النفاق والخديعة والغدر، نفس المشهد الدموي الغادر تكرر بعد قرون وتحديدا صبيحة الرابع عشر من يوليو 1958 حينما تم الإجهاز الغادر والدموي على العائلة الهاشمية الحاكمة التي سحل بعض أبنائها في شوارع بغداد بطريقة وحشية يندى لها جبين الإنسانية... في العراق بلد المآسي والكوارث يتوالد النفاق وأهله ليشكلوا عنصرا فاعلا من عناصره الحياتية!!