11 سبتمبر 2025

تسجيل

السوريون أعظم الثوار

20 مارس 2016

مع دخول الثورة السورية عامها الخامس، يسجل الشعب السوري ملحمة أسطورية من الصمود والإصرار على الحرية والإطاحة بنظام بشار الأسد الدموي، الذي يتكون من خلطة طائفية وقومية سورية نازية متمثلة بالحزب القومي السوري الاجتماعي، وقومية عربية مكونة من أقليات دينية ويسار متهالك وصليبية أرثوذكسية روسية أعلنت "حربا مقدسة" ضد الشعب السوري، بالإضافة إلى الكيان الإسرائيلي والصهيونية العالمية، واللوبي اليهودي في أمريكا ومناطق أخرى من العالم، وتآمر أمريكي أوروبي.الشعب السوري خاض ملحمة أسطورية على مدى 5 سنوات رغم خذلان "الأخوة العرب" و "الأصدقاء المزيفين"، وكان قدر هذا الشعب المقدام أن يقاتل العرب والعجم وحيدا في صعيد واحد، وتمكن بحول الله على منازلتهم جميعا، رغم الجراح والآلام والمصائب والضحايا.لم يكن صمود الشعب السوري البطولي بلا ثمن، بل كان غاليا جدا، فقد قتل نظام الأسد الإرهابي وحلفاؤه المجرمون نصف مليون سوري، وجرحوا أكثر من مليون سوري، واعتقلوا أكثر من ربع مليون سوري، واغتصبوا أكثر من 50 ألف حرة سورية، وقتلوا في السجون تحت التعذيب أكثر من 50 ألف سوري، وشردوا أكثر 14 مليون سوري، يشكلون أكثر من نصف الشعب السوري، ومسحوا مدنا بأكملها من الخارطة وتحولت إلى خراب ويباب ودمار، ويكفي أن نلقي نظرة واحدة على صور حمص حتى نرى أثار الكارثة، وتكبدت سوريا حتى الآن أكثر من 250 مليار دولار من الخسائر، وانتشرت الأمية بين أطفال سوريا الذين هدمت مدارسهم وشردوا في أصقاع الدنيا، ومات السوريون في البحار والمحيطات وهم يبحثون عن ملجأ آمن، وهدمت المستشفيات ودور الأيتام والمعاقين.أعتقد أنه لا يوجد نظام في التاريخ فعل بشعب يحكمه مثلما فعل نظام بشار الأسد، الذي يمتلك فائضا من الحقد يكفي لقتل البشرية كلها، وليس الشعب السوري فقط، وهو حقد يجد مددا في الحقد العلوي الشيعي الفارسي على الأمة كلها، ويجد متنفسا لإجرامه في سوريا.هذا النظام الدموي الإرهابي قتل على مدى 5 أعوام أكثر من 500.000 إنسان، أي أنه قتل 274 سوريا يوميا، وبلغة الساعة فإنه يقتل أكثر من 11 شخصا في الساعة الوحدة، لم يتوقف عن القتل دقيقة واحدة، ولم تتوقف براميله المتفجرة ولا قنابله وصواريخه عن العمل، مستخدما الأسلحة المحرمة دوليا بما فيها الأسلحة الكيماوية والغازات السامة، مدعوما بحشوة دموية قومية فارسية إيرانية شيعية علوية حاقدة وكارهة للعرب والإسلام والمسلمين وسوريا والسوريين.رغم كل ذلك صمد الشعب السوري واستطاع ثواره تحقيق انتصارات كبيرة على نظام الأسد وإيران وروسيا وحزب الله والمليشيات الشيعية العراقية والأفغانية، وتمكن من التقدم على الأرض، فهزم النظام فاستعان بحزب الله فهزمه أيضا، فدخلت إيران على الخط فهزمها، فاستنجدوا بروسيا فهزمها هي الأخرى، وهربت من سوريا تجر أذيال الخيبة.لا أخاف على سوريا والثورة السورية من الأعداء الواضحين، فهؤلاء نعلمهم، ولكنني أخاف عليها من "أخوة يوسف" و"الأصدقاء المزيفين"، وأخافهم عليها من تقطر أنيابهم سما زعافا رغم ملمسهم الناعم.ليس هناك ثورة أعظم من الثورة السورية، وليس هناك شعب ثائر أعظم من الشعب السوري، ومعه الشعب الفلسطيني البطل، وهي ثورة ستنتصر بإذن الله تعالى، لأنها على موعد مع الحرية.