19 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); تمر بنا الذكرى السادسة لثورة ٢٥ يناير ، والتي أطاحت بالرئيس المصري الأسبق حسني مبارك .تلك الثورة التي أثمرت - ولأول مرة في تاريخ مصر الحديث - رئيسا منتخبا شرعيا جاء عبر صناديق الاقتراع وهو الدكتور محمد مرسي .والذي تولى الرئاسة في ٣٠ / ٦ / ٢٠١٢ ، ولم يمض عام على حكمه حتى تم الانقلاب عليه من قبل وزير الدفاع ، وبدعم من قوى داخلية وخارجية .وتلا ذلك مجازر ومذابح للمعارضين للانقلاب وخاصة في مذبحة فض اعتصام رابعة والنهضة ، والذي راح ضحيته آلاف الشهداء ، من الرجال والنساء والشيوخ والأطفال وكان من بينهم الكثير من أبناء جماعة الإخوان المسلمين .وقد سبق ذلك ولحقه العديد من الملاحقات والاعتقالات والتعذيب .ثم تمت مصادرة أموال وأملاك العديد من أبناء الجماعة ، وتم أخيراً وضع العديد من كوادر هذه الجماعة على قائمة الداعمين للإرهاب !!وبرغم كل المعاناة التي تعرضت لها الجماعة في مصر ، والتي منها إسقاط الرئيس الشرعي المنتمي لها ، وقتل المئات من الرجال والنساء ، واعتقال عشرات الآلاف ، وتشريد الآلاف .إلا أن الجماعة ما تزال متمسكة بالشعار الذي أطلقه مرشدها الأستاذ " محمد بديع " منذ بداية الانقلاب وهو " سلميتنا أقوى من الرصاص " .ولولا الله ثم النهج السلمي في المعارضة والذي تتبعه الجماعة منذ تأسيسها ، لسالت في مصر اليوم شلّالات الدماء ، ولعاشت مصر صراعا مسلحا يأكل الأخضر واليابس كما في سورية والعراق ، وغيرهما من البلاد العربية .ومما يؤسف له أنه برغم كل هذه السِّلمية التي تنتهجها جماعة الإخوان ، إلا أنه ما يزال من بني جلدتنا من يسعى إلى شيطنتها ، واتهامها بالتطرف والإرهاب !!!إن من يقرأ فكر وتاريخ الجماعة منذ تأسيسها على يد الشيخ حسن البنا رحمه الله ، وإلى يومنا هذا ، فإنه يصل إلى نتيجة حتمية وهي تبنِّي الجماعة للفكر الإسلامي المعتدل ، وحرصها على المعارضة السلمية ، مهما قست الظروف واشتد بأعضائها التعذيب والتنكيل .لقد اختلف تعاطي حكومات الدول العربية مع جماعة الإخوان ، فاعتبرت بعض الدول مجرد الانتماء إلى الجماعة جريمة يعاقب عليها القانون .واتبعت بعضها سياسة الاعتقال والتعذيب أوالاغتيال ، وبعضها قام بإسقاط هوية المواطنة ، فصادرت أموالهم ، وطُردوا من وظائفهم .بينما في المقابل - ولأن الخير باق في الأمة - هناك دول أحسنت استقبالهم ، وأكرمت رموزهم ، ومنها دولة قطر ، والتي يعيش فيها أحد أكبر رموز الجماعة وهو العلامة الدكتور يوسف القرضاوي حفظه الله .كما أن الذين يحملون فكر الإخوان في الكويت لهم مؤسساتهم الخيرية والدعوية الأهلية المرخصة من قبل الدولة ، ويتمتعون بكل حقوق المواطنة ، ولهم حرية التعبير ، كما أن المحاولات التي قام بها بعض المسؤولين العرب لدى السلطات الكويتية من أجل التضييق على حملة فكر الجماعة في الكويت باءت بالفشل الذريع ، لعلم حكومة الكويت بحقيقة ولاء هؤلاء لدولتهم ، والمنهج المعتدل الذي يسيرون عليه .لو تأملنا معظم الذين يهاجمون جماعة الإخوان لرأينا أن فيهم من ولاؤه للغرب ، أو لدولة طائفية ، أو كاره للفضيلة ، أو أصحاب مصالح دنيوية ، أو لديهم خوف وهمي على مناصبهم .سُئل الإمام الشافعي : كيف نعرف أهل الحق في الفتن ؟ قال : تَتَبَّعْ سهام العدو أين تتجه ، تُرشدك إلى أهل الحق " .