14 سبتمبر 2025

تسجيل

من أخبار الصعاليك

20 فبراير 2016

في زمن الدولة الأموية ازداد عدد الصعاليك لأسباب اقتصادية أو اجتماعية أو سياسية، وكان من هؤلاء الصعاليك شعراء سجلوا لنا تاريخياً جانباً من تلك الصعلكة التي اختاروها في أشعارهم مثل أبو النَّشناش الذي كان يسطو على القوافل في شُذَّاذ من العرب بين طريق الحجاز والشام الذي يقول في هذه الأبيات:وسائلةٍ أين ارتحالي وسائلٍومن يسأَلُ الصَّعلوك أينَ مَذَاهِبُهْمَذَاهبه أن الفجاجَ عَريضةٌإذا ضَنَّ عنهُ بالفَّوالِ أَقارِبُهْإذا المَرءُ لم يَسْرَحْ سَواماً ولم يَرُحْسَواماً ولم يَبْسُط لَهُ الوَجْهَ صاحِبُهْفَلَلموت خيرٌ للفتى من قُعودِهِعَديماً ومن مَولى تُعافُ مَشارِبُهْوَدَويَّة قَفرٍ يَحارُ بِه القَطَاسَرَتْ بأَبي النَّشْنَاشِ فيها ركائبهْلِيُدركَ ثأراً أَو ليكسِبَ مَغنَماًألا إنَّ هذا الدَّهرَ تَتْرى عجائبهْولما قبض على الصعلوك السمهري بن بشر العكلي ووضع في الحبس قال هذه الأبيات بن بشر العكلي ووضع في الحبس قال هذه الأبيات واصفاً لنا حال السجن والسجناء والسجانين ثم يعاتب قبيلته ويهجوها حيث قال وهو في الحبس:لقد جَمَعَ الحَدَّادُ بين عِصابَةٍتُسائِلُ في الأَقيادِ ماذا ذُنُوبُهابمنزلةٍ أَمَّا اللئيمُ فشامِتٌبها وكرامُ القَومِ بادٍ شُحوبُهاإذا حَرسيٌّ قَعْقَعَ البابَ أُرعِدَتْفرائصُ أقوامٍ وطارَتْ قُلوبُهاألا ليتني من غيرِ عُكْلٍ قبيلتيولم أَدرِ ما شُبَّانُ عُكْلٍ وشِيبُهاقَبيلةٌ لا يَقْرَعُ البابَ وفدُهالخيرٍ ولا يُهْدَى الصَّوابَ خَطيبُهاوهذا الصعلوك مالك بين الرِّيَب الذي تصعلك لأسباب اقتصادية قال يخاطب بني أمية وآل مروان:لو كنتُمو تُنكِرونَ الغَدرَ قلتُ لكميا آلَ مَروانَ جاري مِنكمو الحَكَمُوأَتَّقيكم يمينَ اللهِ ضاحيةًعند الشُّهودِ وقد تُوفي بِهِ الذِّمَمُلا كُنتُ أُحدِثُ سُوءاً في إِمارَتكمولا الذي فاتَ منِّي قَبلُ يُنْتَقَمُنحن الذينَ إذا خِفتُم مُجلَّلَةًقُلتم لنا إِنَّنا مِنكم لِتَعْتَصِمواحتى إذا انفرجَتْ عنكم دُجُنَّتُهاصِرتم كَجَرم فلا إِلٌّ ولا رَحِمُوسلامتكم...