12 سبتمبر 2025

تسجيل

سوّد الله وجهك

20 فبراير 2014

كنت قد توقفت لفترة تزامنت بعد الانقلاب العسكري في مصر بقيادة عبدالفتاح السيسي الذي خان وطنه ودينه ورئيسه وانقلب على الدكتور محمد مرسي "الرئيس الشرعي الأول في تاريخ مصر" بل وانقلب على رغبة وإرادة شعب مصر وحرّيته وكرامته واستبدل ذلك كلّه بتاريخ أسود.. كسواد نظارته السوداء التي يرتديها غالباً ليرى مستقبل مصر أو إن صحّ القول ليرى"مستقبله وأطماعه" من خلال تلك النظّارة السوداء التي تخفي وجهاً لا يقل عنها سواداً وظلمة! لم يكن هذا التوقف للبكاء على الأطلال أو النواح والعويل على ما حدث من قتل وتعذيب واعتقالات للشعب المصري الحرّ ولا على ما حدث للرئيس الشرعي محمد مرسي ولا على مستقبل الشرعية والحريّة والعدالة والكرامة في مصر، فكل ما جرى من قضاء الله وقدره الذي نؤمن به ونتعلم من دروسه وأحداثه، وأقول ذلك ابتداءً لكيلا يفهم أهل الباطل والمنتشون بهزيمة حزب الإيمان وعباد الله المؤمنين الذين يريدون عودة "الإسلام الصحيح" إلى مصر العزّة والكرامة التي أعزّها الله بالإسلام وكرّمها على سائر البلاد بأن ذكرها مرتين في كتابه الكريم ولكيلا يفرحوا كثيراً وإنما ليبكوا كثيراً في جهنم كما وعدهم الله تعالى في الآخرة فإن هدم الكعبة أهون عند الله من قتل امرءٍ مسلم فكيف بما فعله السيسي ونظامه وجنوده الذين استعبدهم "فرعون مصر الجديد" فقتلوا إخوانهم وأبناء شعبهم فما أعظمها من عقوبة عند الله نبشرهم بها خالدين مخلّدين في نار جهنم.. إن لم يتوبوا قبل فوات الأوان! إن هذه العودة وهذا الاستمرار في الكتابة لكي نقول لأهل الباطل في مصر ومن عاونهم من دول الخليج وغيرهم من أهل الفساد الذين لا يريدون عودة الإسلام الصحيح لمصر ولا لسائر بلاد المسلمين.. بأننا صامدون ضدهم في جهادنا بالكلمة حتى يحصحص الحق ويزهق الباطل وتعود الكرامة والحرية والعدالة لشعب لمصر وغيرها من بلاد المسلمين وذلك عندما يُطبّق الإسلام وتعاليمه وأحكامه كما أمر بها الله ورسوله لا كما تريده أمريكا وأتباعها من إسلامٍ معدوم الملامح، ممسوخ المبادئ، متناقض القيم، مهزوز السيادة، مسلوب الكرامة. وأقول ذلك أيضاً لإشعال جذوة الحماس في نفوس الأمة برجالها وشبابها ونسائها وأطفالها عامة ولحملة الأقلام من الكتّاب والإعلاميين خاصة بأننا نخوض معركة ضد جيوش من الخونة والمرتزقة والمهزومين عقائدياً وفكرياً وأخلاقياً ممن انحازوا مع الانقلاب في مصر واصطفوا في صفوف الأعداء الذين أسهموا في تأييد الانقلاب ونصرته، فنحن وإياهم في معركة ذات صولات وجولات، فإن كانت الغلبة لهم في جولة أولى فلن تكون لهم الغلبة في الأخرى بإذن الله تعالى، بل سيُدحرون ويُهزمون، قال تعالى (سيُهزم الجمع ويولّون الدبر). وقد يقول قائل: ما شأنك أنت بمصر وشؤونها الداخلية؟ فأقول له كما أقول لأي فلسطيني باع أرضه وخان وطنه، بأن مصر تهمّنا كما تهمّنا فلسطين وسائر بلاد المسلمين، ففي نهضتها نهضة للأمة وفي بيعها لأعداء الأمة تواطؤ وخيانة وخسّة ممن يرضى أن يغتصب الأعداء بلاده ويسرقوا خيراتها ويقتلوا شعبها ويعيثوا فيها ظلماً وفسادا كما فعل الخونة من الفلسطينيين ومن عاونهم من العرب في عملية تسليمها للصهاينة تحت مسمّى "عملية السلام" التي ينبغي تسميتها بعملية "الخيانة والاستسلام". وأذكر أن الشيخ العلّامة يوسف القرضاوي قال في إحدى دروسه في الدوحة بأن مصر قد تجد فيها أحسن قارئ للقرآن وأحسن عالِم وفقيه وأحسن داعية وخطيب وفي المقابل فإنك قد تجد فيها كذلك أحسن راقصة وأحسن طبّال وهكذا دواليك من الذين تميّزوا في الفساد والإفساد، فهاهي مصر اليوم يحكمها فرعون آخر يحترف الخيانة والعمالة بعد أن كادت تعرف طريق العدالة والحرية والنهضة على يد الرئيس محمد مرسي لكن فرعون هذا قد "عضّ اليد التي امتدت إليه" وعاونه في ذلك أسوأ الخلق وشرارهم في مصر من المطبّلين والزمّار والحرامية في السياسة والإعلام والفن وسائر المجالات. وهاهو التاريخ يأتي مجدداً بشخصيات "تلبس نظارات سوداء" برزت في مصر ولكنها أفسدت فيها وأعادتها للوراء! فهاهو السيسي يعيث فساداً في "الحكم والسياسة" كما فعلت أم كلثوم في "الفن والطرب" وطه حسين في "الفكر" ونجيب محفوظ في "الأدب" الذين لا يمثلون الوجه المضيء والمشرق من تاريخ مصر ونهضتها، آملين أن نرى علماء ورجال مخلصين لوطنهم لايخافون في الله لومة لائم كالشيخ عبدالحميد كشك الذي كان فاقداً للبصر ويلبس نظارة سوداء ولكنه يرى الحق ولا يخشى الباطل لأنه يرى بنور البصيرة والإيمان ما لا يراه السيسي وجنوده وأعوانه من أصحاب النظارات السوداء الذين يستحقون الدعاء عليهم بمقولتنا المحليّة والخليجية المعروفة "سوّد الله وجهك".