14 سبتمبر 2025

تسجيل

وفي الإعادة استزادة

20 فبراير 2012

دبدوب حق مريوم!..وورد حق نورة!..وعطر حق فطوم!.. وطلعة مع منور!..وسهرة مع ساروه!.. وخلاااص وكل عام وقلبي بخير!.. ربما يكون هذا هو حال معظم شبابنا الذين عاشوا يوم الرابع عشر من فبراير الجاري وهو المسمى بـ (عيد الحب) أو يوم الفالنتاين الذي تتزين فيه محلات الهدايا لدينا وبهو فنادقنا وربما منازلنا باللون الأحمر الذي يرمز وبنظرة هؤلاء السطحية إلى تجسيد (حب العشاق) الذين تعددت مناسباتهم وقلوبهم أيضاً فأصبح لكل حبيب ألف حبيبة وبات لكل حبيبة ألف عشيق!. تفاهة تتكرر سنوياً دون أن يشعر أحد منا بأن هذا (اليوم) يمكن أن يكون في يوم من الأيام وبالاً لا يحمد عقباه والمصيبة إن كثيراً من أنصاره يتفنن في ابتكار أشكال جديدة له ونحن نجد أنفسنا في مشهد المتفرج السعيد الذي يرى أمامه أشباه عشاق يعيشون قصص حب هشة إلا من رحم ربي ويتبادلون هدايا منعمة باللون الأحمر الذي هو في الحقيقة لون الآلاف من قتلى سوريا الذين يسقطون يومياً في الطرقات وتحت الأسقف المدمرة بفعل القصف الغادر الذي يطول الصغير والكبير والشجر والثمر..تفاهة تعيد فصولها العقيمة بيننا ونحن لا نملك سوى التسليم بها حتى أصبحت عادة ولدى الكثيرين عيداً يلقى أماكنه البعيدة عن الأنظار للقيام بطقوسه التي تنتهي عادة إلى غرف سرية اثمة!..فهل يعقل اننا في الوقت الذي ندفع فيه أثماناً باهظة لما يسمى (بربيعنا العربي) يأتي بيننا من يلعب بدمائهم ويحيله دببة وزهوراً وقلوباً وأهات وتأوهات؟!..من سمح لهؤلاء بأن يحيوا هذه البدعة بيننا كل عام وسط زحف غريب من مناسبات أخرى مثل الهالوين والأم والميلاد وغيرها ممن أصبحت لدينا أعياد للأسف وهي في الحقيقة تدخلات غربية في عمق ديننا وتقاليدنا وثقافتنا؟!..من ذاك الذي يعتبر كل هذا حرية شخصية بينما في الحقيقة هي نبت شيطاني يتعدى على حرياتنا في أن نحيا مسلمين ونموت ونحن على يقين بأن الله لم يشرع لنا سوى عيدين في حياتنا وما عدا ذلك هو مستخلق من أرحام وعقول باغية مضللة؟!..فليس من حق هذا أو ذاك أن يعلم أخي الصغير أن يحضر معه ثمرة قرع ضخمة في الصباح ليحفرها بيديه ويحشوها شموعاً ويعيش لحظة مخيفة في ظلام دامس؟!..من أعطى الحق لمثل هذه المدارس أن تجر أبناءنا لحظائرهم القائمة على غير ما أمرنا به الشرع والعرف؟!.. لذا فقد بتنا بحاجة أكبر لأن نزرع في صفوف هؤلاء الأبناء معنى أن يكون لنا عيدان فقط ولا ثالث لهما ونغرس في عقولهم بأن كل ما يجري بيننا هو بدع دخيلة لا يقوم بها سوى صغار العقول ممن يفتحون ألف باب للثقافة الأجنبية من الدخول ويضعون ألف مانع لتعاليم ديننا من أن تجد مكانها المشروع في عقولنا وقلوبنا وكتبنا الدراسية ولا شك ان القرار الأخير بتعديل مناهج التربية الإسلامية من صفوف الحضانة حتى المرحلة الثانوية الذي تم الإعلان عنه مؤخراً هو خير قرار والأهم أن تكون كيفية وآلية هذا (التعديل) متوافقة مع تعاليم ديننا السمح الذي لم ينكر يوماً حريات الديانات الأخرى بشرط ألا تتعدى على حريته التي منحها لنا كمسلمين وأوجبها علينا في أن يكون لنا عيدان لا أكثر ممن ابتلينا بها وبتنا نحتفل بطقوسها أكثر من أصحابهم أنفسهم!..نريد تربية إسلامية صحيحة لا تغذي التشدد لكنها تحذر من التهاون وتقف عند تعاليم قرآننا العظيم وسنة الرسول عليه الصلاة والسلام على أنهما منهاجنا ومنهجنا طرقنا وطريقنا وإن كل الثقافات المكتسبة هي مجرد معرفة لا يمكن اتباعها ولكن يمكن معرفتها فقط وأخذ حسناتها ونبذ سيئاتها.. كونوا على قدر ثقتنا بكم وكونوا على قدر الكراسي التي تحمل أثقالكم وتئن منها آملة أن تجد بينها ثقلاً يكون أهلاً لها تحمله ويحملها!..أرجوكم.. أعيدوا القرع لوطنه ولا تكرهونا في الورود الحمراء التي نتبادلها للتحايا والهدايا كما ان (حلوة اللبن) هي عيد كل يوم ولا يمكن أن يكون لها يوم فنخصصه عيداً يجعلني أخفي حبي وهديتي وأختزل وقتي حينها لأخبرها كم أحبها..إنها أمي! فاصلة أخيرة: رغم مرور أيام عن (عيد الحب) لكنني لست من الذين تمر المناسبة عليهم فتصبح ذكرى..أعيدها عليكم ولكن بالحركة البطيئة فقد جرت العادة إن في الإعادة نرى الأخطاء جيداً!