17 سبتمبر 2025
تسجيللا أتذكر متى قرأت آخر مرة تعريفا لمفهوم الغنى حتى اطلعت مؤخرا على كتاب" الأب الغني والأب الفقير — ما يعلّمه الأثرياء ولا يعلّمه الفقراء لأبنائهم عن المال" تأليف روبرت تي.كيوساكي بالاشتراك مع شارون إل.ليشتر حيث عرف الغني على انه "هو من إجمالي دخله يزيد على إجمالي نفقاته" ولكني قرأت وأقرأ كل يوم عن الفقر والفقراء والتفريق بين الفقير والمسكين حتى بلغت حد الاشباع!! ومن ذلك ان الفقراء والمساكين: هم الذين ليس عندهم مال يكفيهم، والفقير أشدُّ حاجة، والمسكين أحسن حالاً منه، وإذا أطلق أحدهما دخل فيه الآخر. ونجد مقولة "اختلف اهل العلم" حاضرة حتى هنا فمنهم من قدم المسكين على الفقير وآخرون قدموا الفقير على المسكين ومنهم من ساوى بينهما حتى قال بعضهم: الفقير هو المحتاج المتعفف عن المسألة والمسكين هو المحتاج السائل. واختلف العلماء أي الصنفين أسوأ حالا الفقراء أم المساكين؟ فعند بعض المذاهب: الفقير أسوأ حالا وهو من ليس له مال ولا كسب يقع موقعا من كفايته، والمسكين هو الذي يقدر على ما يقع موقعا من كفايته إلا أنه لا يكفيه فالفقير أسوأ حالا من المسكين، ومنهم من قال: لا فرق بين الفقير والمسكين لأن المسكنة لازمة للفقر. فتساءلت في نفسي: وما الذي سيجنيه الانسان المحتاج من هذه التقسيمات، التي بحاجة الى اعادة النظر فيها، في زمن متسارع الخطى عجلان لا يلوي على شيء!! بات علينا التحرك بحكمة وشجاعة ووضع حد لكل اسباب الفقر والعوز على الاقل في بلادنا التي انعم الله تعالى عليها بألوان من نعمه لا نحصيها، فلا يكفي من مؤسسات الخيرية القيام بدور الوسيط فقط بين اهل الخير والفقراء والمحتاجين ولا بد من وضع آليات غير تقليدية تضع علامات فارقة في حياة الانسان المحتاج. اتساءل مجرد تساؤل (صوبوني ان كنت مخطئا) ما الحرج مثلا ان تقوم الجمعيات الخيرية ومعها مؤسسات المجتمع المدني وهي توزع مساعداتها العينية والنقدية وغيرها أن تقوم بتخصيص جزء من مساعداتها لشراء كتب من النوع المشار اليه لتوزيعها على ذوي الحاجة وغيرهم لرفع معنوياتهم وتهيئتهم للخروج من المآزق والازمات الطارئة والدائمة التي يمرون بها فيحسنون استغلال قدراتهم ويوجهون اهتمامهم الى بناء ذواتهم بشكل اكبر؟ قد تقولون اين لهؤلاء ان يقرأوا (فلو ترك القطا ليلا لنام) لا مشكلة في ذلك، من الممكن تنظيم دورات وملتقيات ومحاضرات عامة تشيع هذه الثقافة الجديدة بين الناس جميعا. كتاب أبي الغني — أبي الفقير المنشور في عام 2000، لكاتبه روبرت كايوساكي، الأمريكي المنحدر من أصل ياباني، والذي ألف 18 كتابا بيع منها في مجموعها 26 مليون نسخة عالميا، نجده يبث في ثنايا كتابه آراء لافتة تفيد الفقراء قبل الاغنياء منها "ان أكبر مخاطرة ترتكبها في حياتك، هي أن تبحث عن الخيارات الآمنة، وتبتعد عن المخاطرة. إن عدم أخذك للمخاطرات هو مخاطرة في حد ذاته، فأنت تفوت على نفسك فرصا عظيمة، وتمضي في طريق تظن أن نهايته آمنة، وهذا الظن هو مكمن الخطر، فلعلك أن تكتشف فيما بعد أنه ليس آمنا كما كنت تظنه، لكن بعد فوات سنوات ثمينة لا يمكن استعادتها من عمرك المحدود. لقد تغير الزمن الذي كنا نعيش فيه، وتحولنا من الإيقاع البطيء إلى الإيقاع السريع — جدا. خلاصة قوله: لا تعمل من أجل المال وجمعه، بل اجعل المال يعمل من أجلك. وانا — كاتب هذه الأسطر — اخص ذوي الحاجة بقولي: امامك فرص عظيمة، فقط ابحث عنها لعلها تحت قدميك حيث تقف وأما رأس مالك فبين كتفيك.