10 أكتوبر 2025
تسجيلانتهى معرض الكتاب.. وجاء هذا العام مميزا في تنظيمه ونشكر وزارة الثقافة على الاهتمام بهذا المعرض حتى أصبح معلما يهتم به المواطنون والمقيمون ويحرصون على زيارته في وقت انعقاده.. وقد أسعدني إشراف وتواجد سعادة وزير الثقافة والرياضة بشكل يومي في المعرض..وكذلك جميع كبار المسئولين حتى خرج لنا المعرض في صورة جميلة مضيئة وبارزة. التنظيم كان رائعًا.. على الرغم من غياب دور ومكتبات دول الحصار ولكننا لم نشعر بفرق وجاء المعرض سخيًا مزدحمًا بالكتب والزوار.. لقد وجدت في المعرض عودة كبيرة للكتب والتأليف لم نكن نشهدها في السنوات السابقة فتساءلت ماذا يحدث للعالم ولماذا تركوا وسائل التكنولوجيا الحديثة وعادوا إلى الكتاب..مع سهولة الحصول على النسخ الالكترونية..والتعامل مع الكمبيوتر والموبايل والايباد والقراءة فيها والتصفح السريع دون الحاجة لحمل أثقال الكتب.. ؟!. فقلت لعل السبب بأن الناس ملوا تلك الأجهزة وأصبح اقتناء الكتاب شيئًا من التراث القديم يحرصون على اخذه والتباهي به..او لعل فعلًا هناك صحوة حقيقية وعودة للكتاب وأن العالم تغير وأنا لا أعرف..!!. ولكن للأسف خابت توقعاتي ووجدت الكثير من الزائرين يحرصون على قراءة العناوين فقط والنظر إلى صور أغلفة الكتب.. وبذلك نشطت تجارة التصاميم ( تصاميم الأغلفة ) ومن يستطيع أن يجذب المشتري إليه وأي عنوان رومانسي يجذب أكثر دون النظر إلى المحتوى.. كذلك وجدت من الأسباب الأخرى أن مجموعة كبيرة من الكتب المعروضة لا يوجد لها مؤلفون..! ! بمعنى أن كتابها لا يفقهون شيئا في الكتابة ومنهم من لم يشارك أو يكتب في أي صحيفة أو مجلة ولو بمقال واحد..وفي يوم وليلة أصبح كاتبا يقدر وتدشن كتبه ووصل به الأمر أنه يكتب روايات..!!. هذا الكم الكبير من الكتاب وذويهم هم من أصبحوا يشكلون زخما في المعرض وتكتظ بهم أروقته.. جلست مع أحدهم وإذا لديه أكثر من كتاب بين الرواية والقصة وهو لا يستطيع أن يتحدث بجملة كاملة..ونظرت إلى بعض الصفحات في كتابه لأرى الفكرة في واد والتعبير في واد آخر.. وهناك كتب تسمى كتبا وعدد صفحاتها لا يزيد عن أصابع اليد الواحدة..!!. وكتب لم يكتبها أصحابها أصلا...!! والعشرات إن لم يكونوا بالمئات من المؤلفين في قطر.. تدشن كتبهم في ملتقى المؤلفين في كل ربع ساعة كتاب..ولكم الحسبة في اليوم في عشرة أيام.. !!. كم رهيب ممن يسمون بالمؤلفين ويسلط عليهم الإعلام بشكل كبير وفي نفس الوقت يظلم المتميزين والعباقرة والعلماء الذين يعاملون بنفس الطريقة معهم..!!. ما الذي جعل كل من هب ودب يصبح كاتبًا..؟!. في اعتقادي يرجع ذلك أولا إلى دور النشر التي تهتم بالطباعة مقابل مردود مالي.. فهي تحصل على ما تريد من الأرباح عن الطباعة وكذلك تبيع لأهل وأقارب الشخص المسمى( كاتبا ) فلن تخسر شيئا.. السبب الآخر هو حب من يسمون بالكتاب للشهرة ووفرة ما لديهم من أموال للصرف على أي عمل فالعبرة لديهم بالكم وليس بالكيف..!!. هنا لابد أن أشيد بدور النشر المتميزة والتي تأخذ وقتها الكافي في دراسة أي عمل يستمر أحيانا لأكثر من ثلاثة أشهر من خلال لجنة متخصصة من كبار الكتاب والمؤلفين وقد توافق على العمل أو ترفضه ولا تطلب مبالغ مادية للطباعة لأنها تستطيع أن تسوقه بنفسها حيث إنها تعرف بأن ذلك العمل له قيمة معرفية كبيرة.. مثل هذا النوع من دور النشر هي من تستحق التقدير وقد كان لها تواجد ملحوظ في المعرض ولله الحمد.. أما أولئك الذين يهتمون بتجارة المعرفة على حساب الكيف والمضمون فنرجو أن ينظم عملهم في معارض الكتاب وأن لا تعطى لهم الموافقة من قبل الوزارة بالنشر لأن ما لديهم مجرد أوراق فارغة. [email protected]