14 سبتمبر 2025

تسجيل

الطلاق

20 يناير 2013

انفضال الزوجين عن بعضهما وتحطم الأسرة هو أبغض الحلال عند الله تعالى وبين القوسين (الطلاق)، هو علاج للحالات المستعصية التي يأس الزوجين من إيجاد حلول مناسبة لها، فيكون الفراق خير من اجتماعهما. إن إنهاء العلاقة الزوجية هي إنهاء للأسرة بأكملها، وضياع منتظر لأبنائها، ومصير مجهول ينتظر على أبوابها، فلا حول ولا قوة إلا بالله. إن كل فتاة تحلم أن تكون زوجة، وما أن تصبح زوجة يأتي حلم الأمومة بين جوانحها، ولكن قليل من يحافظ على تلك الأحلام والكثير في يومنا هذا يضيعها ويهدمها، ليرجع التيار وتجد حالها في بيت والدها. نعم تخرجت المرأه من أكبر الجامعات، ولكن للأسف الشديد خبرتها قليلة في كيفية إقامة أسرة تحضن زوجاً وأطفالاً، وتظل المرأه ـ في وجهة نظري ـ تعيش في جهل عن كيفية إدارة البيت التي وضعت على عاتقها، فعلمها بالموضة والتسوق أكبر بكثير عن البيت ومسؤولياته، والدليل تجدها لأتفه الأسباب تغضب، وتلعن، تدعو على أطفالها، وليت غضبها إلى هنا يبرد، يسأم الزوج من سماع صراخها، ويتملل من كثرة طلباتها (غير الضرورية)، ويشعر أنها تقوم بتعجيزه، ليست العشرة والحياة هكذا! الكثير من الرجال يشكون بأنهم يجدون راحتهم خارج المنزل، والسبب الأول والأخير (الزوجة)، فلماذا أصبحت الزوجة سبباً في تعاسة وضيق الزوج؟ إن العتب كله ليس على المرأه، فهناك أزواج لا يعلمون عنوان المنزل ولا يعرفون الزوجة إلا لإشباع حاجتهم الجسدية، فلا أحاسيس تذكر ولا مشاعر تُحس، نسي الزوج أن عليه واجبات تجاهها ومسؤوليات، ولكن الأغلبية (تطمنت) قلوبهم حيث إن الزوجة لديها سيارة ووظيفة، فعليها مسايرة الدنيا لتقضي ماتريد دون اللجوء إلى الزوج، وهذا هو الخطأ الأكبر. دقيقة: مع مرور الأيام تتراكم التوترات بين الزوجين لكنها لا تصل إلى الطلاق المباشر، فغالباً ما يكون تفكيرهم (الخشية من نظرات الناس ـ مستقبل الأبناء ـ واقع المطلقة وغيرها)، فتجدهم يبتعدون عن بعضهما ابتعاداً عاطفياً، ومع مرور الوقت (تموت المحبة التي كانت بيوم من الأيام تثمر معهم)، وعلاقة الزوجين هي فقط أمام الناس ولكن بأوتار متقطعة، وما أن يصلوا إلى هذه المرحلة تجد كلاهما قد سئم من الآخر ويبحث عن أي سبب ليقع الطلاق والانفصال، وكثيرة هي مظاهر الطلاق العاطفي منها (الابتعاد من فراش الزوجية ـ انعدام اللين بين الطرفين ـ كثرة الإهمال ـ جلوسهم في أماكن منفصلة عن بعضهما والتهرب وغيرها)، وللأسف فإن بالطلاق العاطفي الذي يحتوي (طلاقاً لفظياً وجسدياً) يأتي الطلاق الكبير وهو الانفصال. لحظة: في الثمانينيات وما قبلها، كنا نادراً ما نسمع عن الطلاق وكأنه (جريمة)، والجميع يستنكرها، أما اليوم فالمحاكم مليئة بتلك القضية، فعلاً أصبح الطلاق مخيفاً ومنتشراً بيننا. نقطة: لنتذكر: لا شيء يدخل الفرح والسرور على عدو الله إبليس مثل الطلاق، فقد صح أنه يضع عرشه على الماء، ثم يبعث سراياه فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة، يجيء أحدهم فيقول فعلت كذا وكذا، فيقول: ما صنعت شيئاً.. ثم يجيء أحدهم فيقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته.. فيدنيه منه ويقول نِعم أنت فيلتزمه". والسبب الوحيد لفرحة إبليس أنه استطاع عن طريق ثغرة واحدة أن يفكك أسرة مترابطة، وحدها الله على المودة والرحمة (لله نشكو الحال). توضيح: لا أقصد كل الرجال ولا أقصد كل النساء بسطوري، فبعضهم عمرت بيوتهم بسبب ذكائهم وتقواهم، أما البعض الآخر (لا حول ولا قوة إلا بالله نقول لهم).