30 سبتمبر 2025

تسجيل

الصحفيون شهداء الواجب

20 يناير 2013

يأتى استشهاد الزميل المراسل محمد المسالمة (الحوراني) الذي كان يعمل مراسلا متعاونا لقناة الجزيرة في درعا السورية يوم الجمعة برصاص قناص فى إطار استهداف الصحفيين ومحاولة ترويعهم ومحاولة تكميم أفواههم ومحاولة وأد الحقيقة. وكما ذكر فإن الصحفي السوري الذي اشتهر باسم محمد الحوراني رحمه الله كان يغطي الأحداث من الخطوط الأمامية في بلدة بصرى الحرير بريف درعا التي شهدت اشتباكات هي الأعنف بين قوات النظام السوري ومقاتلي الجيش الحر. وكما ذكرت الجزيرة فان الحوراني إستشهد جراء إصابته بثلاث رصاصات واحدة في الصدر والثانية في البطن والثالثة في إحدى رجليه، مضيفا أن أسرته هي بين النازحين السوريين إلى الأردن. وأشادت الجزيرة أيضا بالتغطية المهنية التي تميز بها المراسل الحوراني (33 عاما)، وأوضح أنه عمل مع الجزيرة منذ أكثر من عام، حيث عرف بشجاعته ودقته في نقل الأخبار التي كان يغطيها تغطية حية من منطقة درعا وريفها. ولكن أهم شئ وهو ما يعنينا ذكره اليوم وأنا فى لحظة حزن عميق هو تأكيد الجزيرة أن إستهداف طواقمها أو الصحفيين المتعاونين معها لن يثنيها عن خطها التحريري الذي إنتهجته منذ إنطلاقتها الأولى من قبل 16 عاما وقدمت خلالها العديد من شهداء المهنة في سبيل نقل الحقيقة.   وفي الحقيقة وبعودتنا الى تقارير المنظمات الدولية فان تصاعدَ عدد الصحفيين الذين قتلوا بينما كانوا يؤدون واجبهم تصاعداً حاداً خلال عام 2012، فالحرب في سوريا والعدد القياسي من جرائم القتل في الصومال، والعنف المتواصل في باكستان والإزدياد المثير للقلق بجرائم القتل في البرازيل ساهمت جميعها في إرتفاع بلغت نسبته 42 % بالمائة مقارنة بالعام الماضي في عدد الصحفيين القتلى، وتكبّد الصحفيون الذين ينشرون على شبكة الإنترنت خسائر فادحة أكثر من أي وقت مضى، كما ظلت نسبة الصحفيين المستقلين أعلى من معدلها التاريخي، حسبما توصلت إليه لجنة حماية الصحفيين في تحليلها السنوي ويذكر التقرير أيضا أن سوريا وإلى حد بعيد البلد الأشد فتكاً بالصحفيين في عام 2012، إذ شهدت مقتل 28 صحفياً خلال المعارك أو أنهم استُهدفوا بالقتل من قبل قوات الحكومة أو قوات المعارضة. وقد إقترب عدد الصحفيين القتلى على خلفية النزاع السوري من مستوى أكبر عدد خسائر سنوي مسجّل أثناء الحرب في العراق، لذا يؤكد المراقبون الدوليون ان النزاع في سوريا "هو أصعب نزاع يغطيه إعلاميين وقد سعت حكومة بشار الأسد إلى قطع تدفق المعلومات بسبب منعه لدخول المراسلين الصحفيين الأجانب، مما أجبروا عدداً كبيراً من الصحفيين الدوليين على السفر سراً إلى سوريا لتغطية النزاع فيها. واذا كانت الأغلبية العظمى من الضحايا (94 % بالمائة) على مستوى العالم هم من الصحفيين المحليين الذين يغطون الأحداث في بلدانهم، وهي نسبة تقارب معدلها التاريخي. فقد قُتل أربعة صحفيين دوليين خلال عام 2012، وجميعهم في سوريا، وهم (الأمريكية ماري كولفن التي كانت تكتب لصحيفة 'صنداي تايمز' البريطانية؛ والمصور الفرنسي المستقل ريمي أوشليك والمراسل الصحفي جيل جاكيه الذي كان يعمل مع محطة 'فرانس 2 والصحفية اليابانية ميكا ياماموتو). وخلال العقد الماضي، شكّل الصحفيون الذين يعملون في الصحافة المطبوعة أكثر من نصف الصحفيين القتلى، وبقية النسبة للخسائر في عام 2012 كانت من الصحفيين العاملين في المحطات الإذاعية والتلفزيونية. وأخيرا أن هذه الأرقام وهذه الحقائق ربما تكون مؤلمة ولكنها أيضا ثمن الحقيقة وثمن أن تصل المعلومة الصحيحة والخبر الصادق للقارئ أو المشاهد وهذه أيضا ضريبة لكل مجتهد من الزملاء ورغم الألم الشديد بفقد زميل لنا في المهنة فإننا مع الحقيقة دائما ومع أن نبذل الغالي والنفيس من أجلها لأن دعاة الظلم والظلام وكارهي شعوبهم من القتلة والسفاحين مصيرهم مرهون بفضحهم ونقل جرائهم ونشهرها عبر الفضائيات تعتبر ضربة قوية لزعزعة ملكهم وجبروتهم لأنه للبد أن يظهر الحق مهما طال وقت الباطل ولله الأمر من قبل ومن بعد وهو يهدي السبيل.