15 سبتمبر 2025

تسجيل

بريد الرمال

20 يناير 2011

الأخ أبو فواز — دولة الكويت أشكرك أولاً على كتابتك لي رغم مشاغلك التي أسهبت بالكتابة عنها، ولكني كنت أود حقيقة أن أعرف من سطورك إلى ماذا تلمح له، أو ماذا تريد قوله صراحة.. فالمتتبع للعلاقات الكويتية ـ العراقية الآن يرى أن الغمة قد انزاحت وأن المياه بدأت تجري بينكما على أحسن ما يرام، وأرى أن الكويت مقبلة على أفراح وطنية عديدة سيعيش على إثرها الشعب الكويتي أفراحاً أدعو الله ألا يتجدد فيها الحزن وإثارة الذكريات المريرة لشعب يجب أن ينسى ليمضي قدماً، فلا تقام الأمم على مخلفات الماضي إلا لتنهض، ولا تتذكر إلا لتأخذ من الذكرى العظة والدروس.. فأنصحك أن تتقدم إلى الأمام وتجعل من هذا الشعور دافعاً لإنشاء علاقات وطيدة مع الشعب العراقي الذي ترى أنه كان ضحية نظامه أيضاً. الأخ أبوعبدالعزيز — قطر لا أعلم إلى أين يمكن أن نسير وسط هذه التداعيات التي تأتينا من كل حدب وصوب.. لا أعلم هل سنبقى بألف خير أم إن هذه القيم ستنهار كما بدأ بعضها ينتحر طواعية وسط أوصاف رهيبة مثل التقدم والتطور والحداثة؟!.. أكثر ما أخشاه يا أخي أن نمسي على بقية من أخلاقنا، ونصبح نتوسل خلقاً فر من سجنه! الأخت رنا ما حدث في تونس يجب أن نلقى مثله في أكثر من دولة عربية، والتي لا أجد داعياً لذكر أي الدول التي تستحق انتفاضة شعوبها، فهي معروفة للجميع، وأدعو الله أن يخشى حكامها من درس شين العابدين شيئاً، باعتبار أن صدام حسين لم ينجح في إعطائهم الدرس الكافي ليقدموا شيئاً لشعوبهم، التي يجب أن تقول كلمتها الفاصلة قبل أن يـُفصل في مصيرها من قبل حكومات حق لها العقاب والسقوط، وليس عليك حقاً أن تقولي وتعبري عن شدة فرحك بسقوط الرئيس التونسي السابق من سدة الحكم، فكلنا فرحون من فرحة الشعب التونسي، الذي عبر الكثيرون منهم عن افتخارهم اليوم بعروبتهم وإسلامهم، وإنهم حقاً دولة عربية مسلمة، يعلو صوت الأذان في جنبات مدنهم وقراهم دون خوف أو رعب أو تردد من أن يسيروا للمساجد فجراً لتأدية الصلاة آمنين مطمئنين.. فوالله ما لقيت في نفسي سعادة أشد من سعادتي لفرح التونسيين (بتحرير أرضهم وتطهير سمائهم) ولم يبق لهم سوى تكثيف مطالبتهم بدحر أذيال الحزب الحاكم من على رأس الحكومة ومنهم محمد الغنوشي الذي يمثل دور الإصلاح الآن بتشكيل حكومة جديدة تم الإعلان عنها مؤخراً، وتلطيف صورته لإبعاد شبهة جرائم حكومته القديمة من دم وكرامة الشعب التونسي، حماه الله من أي مكروه.. بقي له أن يكنس هذا الحزب إلى مزبلة التاريخ، ويضْحي بلداً حراً نبارك له عودته لنا بألف سلامة!. الدكتور فراس — قطر لم ننسَ يا أخي غزة ولا شعب غزة، ولكنها الحياة التي جعلت تونس أولاً وقد كانت أحداث لبنان الأولى!.. الحياة التي جعلت من الحكومات العربية ترى فيما يستجد من أحداث لها الأولوية وأما ما تقادم فهذا تقادم السنين عليه!..اعذرني يا أخي ولكني لم أنسَ.. أعدك. فاصلة أخيرة: مبروك عليكم الحيا يا أهل قطر.. اللهم اجعله صبياً نافعاً وارحم به البلاد والعباد.. آمين