25 سبتمبر 2025

تسجيل

قطر.. ولا غلطة

19 ديسمبر 2022

احتفلنا أمس باليوم الوطني لدولة قطر، وما زالت الاحتفالات مستمرة في قلوبنا مع هذا النجاح العظيم لاستضافة قطر بطولة كأس العالم لكرة القدم. لقد نظمت دولة قطر أفضل نسخة تاريخية من بطولة كأس العالم. انتهت كأس العالم التي سبقتها بعض المخاوف والإشاعات والحملات المغرضة، ورد الله كيد المغرضين إلى نحورهم، وقد رأى العالم كله ما فعلته قطر وكيف استوعبت تلك الحملات بصدر رحب، وعرفت كيف ترد عليها بواقع جميل ونظرة متفائلة ومبهرة لكل العالم. نحن كمواطنين ومقيمين كنا متخوفين من الازدحام فلم نجد سوى السهولة والتيسير بفضل الله وبحكمة القائمين على المونديال. قالوا اقفلوا أبوابكم ولم نشعر إلا بكل الأمان والمحبة بل رحبنا بكل الضيوف وأدخلناهم إلى بيوتنا ولم نجد نقاط تفتيش ولم يتم أي اعتقال لمشجعين مشاغبين كما يحدث في البطولات السابقة، وهي البطولة الأولى التي لم يحدث بها ذلك والحمد لله. ‏قطر ما شاء الله ولا غلطة في التنظيم في كل المجالات.. في التنقل، في الاتصالات، في السكن، في الاحتفالات وغيرها ولا ولا غلطة تبارك الله. الصورة الجميلة التي قدمتها قطر عكست رقي وتطور وحداثة واستدامة الدولة وشعبها ومتعة لكل العالم. لقد كانت قطر تحت اختبار كبير فلو نجحت نجح كل العرب ولو فشلت فشلت لوحدها.. فكانت عند التحدي ونجحت بكل امتياز. قطر استضافت كأس العالم ووضعت بصمتها باحترام ثقافتها وتقاليدها ودينها الإسلامي وفرضت ذلك على الجميع وهي شجاعة منها.. فلو دولة أخرى قد تفتح المجال على حساب الدين والعادات والتقاليد. لقد استفدنا الكثير من تنظيم كأس العالم، ومنها ازدياد حب الجماهير القطرية لحضور المباريات والتي لم تكن قطر طرفا فيها وهي ثقافة جديدة ورائعة. لقد حققت قطر العلامة الكاملة من هذه الاستضافة وقطعنا شوطاً كبيراً في رؤية قطر الوطنية ووصلنا 2030 قبل موعدها. انظر إلى النواحي الفنية الحديثة والمباني والمواصلات والنظافة والدقة والرقي في كل شيء. حينما تذهب إلى بولي فارد الوسيل تشعر وكأنك في الشانزليزيه، وأفضل من ذلك وبنهايته حينما تصل إلى البحر تشعر وكأنك في إسطنبول، وأفضل من ذلك حينما تتجول في مشيرب وتجد التكنولوجيا الحديثة والتنقل الميسر تشعر بالفخر وحينما تزور المعلم السياحي الرائع سوق واقف وكذلك حينما تذهب إلى كتارا الحي الثقافي النابض بالحياة وغيرها من الأماكن السياحية تشعر بالاعتزاز بقطر الكبيرة في إنجازاتها، ناهيك عن الملاعب العظيمة وهي تحتاج لمجلدات للكتابة عنها. في هذا العام جاء تنظيم درب الساعي بشكل استثنائي وجميل جدا عكس الهوية القطرية والتراث والثقافة المعرفية. لقد رأيت في درب الساعي تنظيماً رائعاً وأركاناً تتحدث عن قطر وهويتها بماضيها وحاضرها. تحقق ذلك بفضل المتابعة الدقيقة من سعادة الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني وزير الثقافة وتواجده المستمر هناك. العديد من المجالات التي كانت بها قطر تلامس الماضي والحاضر وتبهر الجميع. شكرا قطر أبهرتي العالم ولم تكن لديك ولا غلطة، وهذا إنجاز نفتخر به نحن القطريين وكذلك يفتخر به كل عربي وكل شرفاء العالم. كل عام وأنت بخير يا بلادي يا قطر.