20 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); نُصرة المظلوم من أعظم صفات الشهامة والرجولة ، ولذلك كانت بعض القبائل العربية تفخر بأنها قبلة للمظلومين، ومن ذلك قول الفرزدق:ترى كل مظلوم إلينا فراره ... ويهرب منّا جهده كل ظالم وقول أمير تلمسان - موسى بن يوسف - : وننصر مظلوما ونمنع ظالما .. إذا شيك مظلوم بشوكة ظالم ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم شهد - قبل البعثة - مع أعمامه "حلف الفضول"، وهو حلف اتفق فيه زعماء قريش على نصرة المظلوم وإغاثة الملهوف، وقال عن ذلك الحلف: "لقد شهدت مع عمومتي حلفاً في دار عبدالله بن جدعان ما أحب أن لي به حمر النعم، ولو دعيت له في الإسلام لأجبت".أعتقد أن من أكثر الشعوب حاجة للنصرة والعون والإغاثة - اليوم - هم أشقاؤنا من الشعب السوري، وخاصة أهل حلب .والذي ذاقوا شتّى أنواع الظلم من قبل النظام السوري المجرم، الذي لم يرحم طفلا ولا شيخا أو امرأة .لقد سُلّط على "حلب" من آلات القتل والتدمير ما حولها إلى مدينة أشباح، وجعل بعض الناجين من جحيم القذائف، يصف فرار الناس من أجل النجاة بأنفسهم وقت القصف وكأنه يوم القيامة الذي يفر فيه الإنسان من أقرب الناس إليه.لست هنا بصدد عرض المأساة، فما عُرِض من صور ومشاهد في وسائل الإعلام تُغني عن ألف كلمة .لكنني سأطرح تساؤلاً وهو : ما دور كل واحد منّا في نصرة أهل حلب ؟سأتجاوز الحديث عن الأمم المتحدة ومنظمة المؤتمر الإسلامي والجامعة العربية، فلقد كبّرنا عليها أربع تكبيرات وسأتوجه مباشرة إلى المؤسسات والهيئات الأهلية والخاصة، وإلى الشعوب العربية والإسلامية.إن الله تعالى يقول "وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر" فهل لبينا النداء ؟ إن من واجب القنوات الفضائية أن تعرض صور المأساة التي يعيشها أهل حلب، والجريمة الكبرى التي ارتكبها النظام المجرم، أن تفضح كل المشاركين في الجريمة كروسيا وإيران وحزب الله والميليشيا العراقية الطائفية.وعلى المؤسسات الخيرية أن تبذل كل طاقتها في جمع التبرعات، وإيصال المعونات في أسرع وقت، خاصة لأولئك النازحين الذين يفترشون الأرض ويلتحفون السماء.ومن واجب الدعاة والعلماء توجيه الناس وتذكيرهم بما ينبغي فعله تجاه إخوة العقيدة والدين، وخاصة من يملكون منابر إعلامية في وسائل التواصل ويتبعهم الملايين.وكم هو محزن أن لا تجد لبعضهم في حساباته أي إشارة إلى مأساة حلب !!الرياضيون والفنانون والمشاهير في شتى المجالات، لابد أن يناصروا أهل حلب، وهنا أقدم الشكر لأحد الفنانين الأتراك (نهاد دوغان) والذي قطع برنامجه التلفزيوني من أجل الحديث عن مأساة أهل حلب، وقد خرج من الاستوديو بعد أن أجهش بالبكاء.وكذلك اللاعب الكويتي المحترف ( فهد الأنصاري ) والذي يلعب حاليا لنادي الاتحاد السعودي، حيث قام - بعد تسجيله للهدف - برفع قميص رياضي كتب عليه "اللهم انصر إخواننا في حلب".أهل حلب في أمسّ الحاجة إلى نصرتك ، فقدّم ما تستطيع ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها، واحذر أن تكون من المتخاذلين.جاء في الحديث الصحيح : " ما من امرئٍ يخذل امرئًا مسلماً في موْطنٍ يُنْتقص فيه من عرضه، ويُنْتهك فيه من حرمته، إلا خذله الله تعالى في موطن يُحبّ فيه نُصرته، وما من أحد ينصُرُ مسلما في موطنٍ ينتقص فيه من عرضه، ويُنتهك فيه من حُرْمته، إلا نصره الله في موطن يُحبّ فيه نُصْرته".