12 سبتمبر 2025
تسجيلكان علماء المسلمين الأوائل لديهم عزة نفس واستغناء وقناعة عما في أيدي الناس، فأصبحوا مضرباً للأمثال في هذا المجال.. ومن أولئك العلماء الإمام الشافعي، رحمه الله تعالى الذي قال: بَلَوتُ بَني الدنيا فلم أَرَ فيهموسِوَى من غَدا والبُخْلُ مِلءُ إِهابِهِفَجَرَّدْتُ من غِمدِ القَنَاعَةِ صارِماًقَطَعتُ رجائي منهمو بِذُبابِهِفلا ذَا يَراني واقفاً في طريقهِولا ذَا يَراني قاعِداً عند بابِهِغَنيٌّ بلا مَالٍ عن الناسِ كُلِّهموليس الغِنى إلاَّ عن الشيء لا بِهِ أما الإمام ابن جرير الطبري رحمه الله تعالى فقد قال في هذا المعنى:إذا أَعسرتُ لم يَعلَم شَقيقيوأَستَغني فيستَغني صديقيحيائي حافظٌ لي ماءَ وجهيورِفقي في مطالبتي رفيقيولو أَنِّي سَمحتُ بِبَذلِ وجهيلكنتُ إلى الغِنَى سَهل الطريقِ وله أيضاً:إثنانِ لا أَرضاهما لفتىًبَطَرُ الغِنَى ومَذَلَّةُ الفَقْرِفإذا غنِيتَ فلا تكن بَطِراًوإذا افتقرتَ فَتِهْ على الدَّهْرِ أستنجد الصبر فيكمهذه الأبيات قالها الشاعر مهيار الديلمي وكان في الأصل مجوسياً ثم دخل الإسلام.. وهذه الأبيات هي مطلع لقصيدة تهنئة بعيد الأضحى للرئيس أبي الحسن الهماني.. وقد توفي مهيار الديلمي سنة 428 هجرية..أَستنجدُ الصَّبرَ فيكم وهو مَغلوبُوأسأَلُ النومَ عنكم وهو مَسلوبُوأبتغي عندكم قلباً سَمَحْتُ بِهِوكيف يَرجِعُ شيءٌ وهو مَوهوبُما كنتُ أَعرفُ ما مقدارُ وصلكموحتى هَجَرتُم وبعضُ الهَجرِ تَأديبُاستودِعُ اللهَ في أبياتكم قَمَراًتَراهُ بالشَّوقِ عيني وهو مَحجوبُأَرضَى وأَسْخَطُ أَوْ أَرضَى تَلوُّنَهُوكُلُّ ما يفعل المحبوبُ مَحبوبُياللَّواتي بَغَضْنَ الشَّيبَ وهو إلىخُدودِهِنَّ من الألوانِ مَنسوبُتَأْبَى البياضَ وتأبى أنْ أُسَوِّدَهُبِصبغَةٍ وكلا اللونينِ غِربيبُما أَنكَرَت أَمسِ منه ناحلاً يَقَقاًما تُنكِرُ اليومَ منه وهو مَخضوبُوسلامتكم..