31 أكتوبر 2025
تسجيلبكل الحب بكل الوفاء وبكل العرفان وبكل ما يحمل القلب من نبض وخفقان نحب ونعشق هذا الوطن الذي لا نعيش فيه بل هو يعيش في قلوبنا وأفئدتنا. نحبه قائدا وأرضا وشعبا وحكومة نحبه هواء وماء، وزرعا ونبتا ونخيلا وشجرا، نحبك يا قطر الحبيبة أيتها الأم الحنون والقلب الكبير الذي يسع الجميع المقيم قبل المواطن فنحن الآن نجدد لك الولاء ونحتفل بهذا اليوم. والحقيقة إنني هنا لا اكتب مقالا محكما له: بداية ووسط ونهاية فمقالي اليوم هو رسالة حب وولاء للقائد والزعيم الذي حلقنا معه إلى العالمية إلى افاق المستقبل المشرق إلى مصاف الكبار حين هزمنا الكبار في استضافتنا لكأس العالم 2022. الزعيم هو سيدي حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني حفظه الله ورعاه الذي عرف كيف يوظف مصادرنا وطاقاتنا إلى خيرنا ونمائنا ورفاهيتنا ومستقبلنا ومستقبل أولادنا من بعدنا. لم يهرول مثل غيره ليكدس مخازننا بأسلحة لن تستخدم وسيعلوها الصدأ بل بنى دولة في كافة القطاعات من صحة وتعليم واقتصاد وتكنولوجيا وثقافة، بنى حاضرا مزدهرا ومستقبلا مشرقا وفى يومنا الوطني في بلد الأصالة والعراقة لابد أن نتذكر المؤسس المغفور له بإذن الله الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني رحمة الله عليه وطيب الله ثراه، أمير قطر ومؤسس دولتها الحديثة نسبه في قبيلة تميم. ولد عام 1242هـ الموافق 1826 م. تمكن من اكتساب الخبرة والالمــام والتأمين في إدارة شؤون البــلاد منذ حداثة سنه ونجح في توجيه دفة سياستها بحكمة ونجاح في خضم بحر مائج بالأحداث والمتغيرات كما يعتبر يوم 18 ديسمبر 1878م هو المفصل الأساسي حين تسلم الشيخ جاسم الحكم وهو في الوقت نفسه بداية تأسيس دولة قطر الحديثة الذي تحقق نتيجة مساعيه الدؤوبة في الحصول على اعتراف كلتا القوتين باستقلال قطر. ولمن لا يعرف، فقد توفى الشيخ جاسم رحمه الله في 17 يوليو عام 1913م بعد حياة حافلة وذكرى عطرة. وتولى الحكم بعده ابنه الشيخ عبد الله بن جاسم آل ثاني. والحقيقة أن يومنا الوطني الذي نفخر به يعكس شيئا ربما لم يفطن له الكثيرون على ما أظن فالدول الصغيرة الحديثة يكون عيدها الوطني في غالب الظن موافقا ليوم استقلالها أما الدول العريقة الكبيرة فيكون اليوم الوطني لها يناسب حدثا ما مثل معركة حربية شهيرة أو تولى قائد ملهم زمام الأمور في البلاد أو تأسيس الدولة في العصر الحديث كما حدث مع قطر العريقة الكبيرة تاريخا وحضارة. لذا هي دعوة في هذا اليوم الخالد في تاريخ قطر أن يعرف أبناؤنا وصغارنا الى اى بلد عظيم ينتمون ويجب على المدارس وعلى أولياء الأمور أن يزرعوا ذلك في نفوس أبنائهم لاننى أرى الكثيرين يظنون أن قطر بدأت مع عصر النفط أو مع الاستقلال فتاريخنا أعمق واكبر ففي عجالة دلت الاكتشافات الأثرية والحفريات والنقوش ومجموعات من القطع الفخارية اليدوية النادرة التي تم العثور عليها في مناطق متفرقة من البلاد على أرض قطر فعرفنا أنها كانت مأهولة منذ الألف الرابعة قبل الميلاد. وفي القرن الخامس قبل الميلاد، أشار ذلك المؤرخ اليوناني هيرودوس إلى قطر. كما أن عالم الجغرافيا بطليموس ضمّن خريطته "خريطة العالم العربي" ما أسماه "قطارا" وهي ما يعتقد أنها إشارة إلى بلدة "الزبارة" القطرية واكتسبت شهرتها كأحد أهم الموانئ التجارية في منطقة الخليج العربي في ذلك الوقت. وقد لعبت قطر دورا مهما في الحضارة الإسلامية عندما شارك سكانها بتشكيل وتوفير أول أسطول بحري تم حشده لنقل الجيوش خلال الفتوحات الإسلامية. وكانت مدينة الزبارة في الشمال الغربي لشبه جزيرة قطر تمثل إحدى المدن الرئيسية آنذاك. وأخيرا إننا نملك ماضيا عريقا وتاريخا نبيلا وحاضرا ناميا ومستقبلا مشرقا بإذن الله وكل يوم وقطرنا عامرة حاضرة زاهرة ودامت قطر حرة ابية وسلامتكم وكل عام وقطرنا وانتم بخير. [email protected]