11 سبتمبر 2025
تسجيلاقترن اسم الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله بالتوحيد وكفاه فخرا بذلك في عالم يعج بفوضى الشرك والمشركين، وهل من مكرمة فوق ان يقترن اسم انسان بمبدأ قام عليه الدين الحنيف الخاتم؟! فجوهر الاسلام يقوم على هذا المبدأ وطبقا للآيات الصريحة من القرآن الكريم من امتثل للتوحيد ولم يشرك بالله شيئا فان الله غفور رحيم تجاه بقية ذنوبه لقوله تعالى "إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا" [النساء:48] فكما جاء في سياق تفسير بعض اهل العلم للاية الكريمة: قال تعالى: "وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ" الأنعام:88، فالمقصود أن الشرك هو أعظم الذنوب، وأقبح القبائح فمن مات عليه ولم يتب لا يغفر له والجنة عليه حرام بنص هذه الآية، وهو قوله سبحانه: إن الله لا يغفر أن يشرك به ثم قال سبحانه: ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء، إن شاء الله غفر لصاحبه يوم القيامة بأعمالٍ صالحة أخرى، وبحسناته الأخرى فضلاً من الله وجوداً وكرما وإن شاء عاقبه على قدر معاصيه التي مات عليها.. هذه المقدمة كان لابد منها في سياق افتتاح جامع الامام محمد بن عبدالوهاب بالتزامن مع افراح البلاد باليوم الوطني برعاية كريمة من صاحب السمو أمير البلاد المفدى الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وكلمة سموه التاريخية التي حملت مضامين بليغة ورسائل عديدة — رغم قصرها وبساطة لغتها — حيث لا يتسع مقال أو زاوية صحفية لسبر أغوارها وابعادها التي بحاجة لمن يسلط عليها اضواء كاشفة توضح السياسات والتوجهات الرشيدة الكامنة واخرى المعلنة للقيادة الرشيدة بدولتنا الحبيبة قطر. ففي مستهل كلمته اشار سموه إلى مناسبة افتتاح الجامع قائلا: "لا ترقى إليها مناسبة ولا يدانيها حدث" على الرغم من مناسبات عظيمة اقتصادية وسياسية وعلمية شهدتها وتشهدها الدولة طيلة العام، مشيرا سموه الى معاني الرحمة والشعور بالامتنان والشكر لله على انجاز هذا الصرح العبادي الكبير غير المسبوق في تاريخ الدولة والذي يعرف في الفقه الوقفي (بالإرصاد) وذلك عندما تقوم الدولة بتبني وتمويل مشاريع وقفية للصالح العام وترصد لها اراضي وميزانيات لتنفيذها والمسجد من ابرز مجالات الوقف تاريخيا حيث قال سموه: "وهل هناك قربة أسمى وأعظم من أن يقام الذكر تحت سقف بيت جديد من بيوت الله" معلنا عن اطلاق اسم الشيخ الإمام محمد بن عبدالوهاب على هذا الجامع الكبير — في " لفتة بارعة وتوفيق رباني لأهمية الاعتناء بالعلماء المصلحين والمجددين" — كما جاء على لسان احد الدعاة — مضيفا سموه: "ذلك العلم الكبير والمصلح القدير والمجدد الرائد الذي نسأل الله أن يكون ممن شملهم حديث الرسول القائل (إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها) ". وقوله اطال الله عمره وسدد خطاه: "إني على يقين من أن هذا المسجد الذي ينبت من أرض قطر وكأنه قطعة أزلية منها سيكون منبراً للاصلاح والدعوة الخالصة إلى الله عز وجل، بعيداً عن البدع والأهواء بما ينفع الناس في دنياهم مما يواكب روح العصر وبما ينجيهم في أخراهم مما يرضي الله ورسوله تماماً كما كان الشيخ محمد بن عبد الوهاب ودعوته" ولعمري هذا القول يحمل دلالات لا يتسع المقام لذكرها من معاني الاصالة وتجذر العقيدة السمحة على مستوى القيادة الحكيمة ونظرتها الايمانية الثاقبة والعميقة تجاه الذات والآخر بمفردات أصولية تنبئ عن انسجام وتوازن في النظر الى الواقع ترمي الى الحفاظ على هوية البلاد وثقافتها وخلفيتها التاريخية مع انفتاح منضبط تجاه العولمة ومفاهيمها الشائكة التي باتت. مضيفا: "لقد انتشر النور الذي مشى به الشيخ الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله في الناس في أنحاء جزيرة العرب فأعادهم إلى الطريق القويم وهداهم إلى المنهج السليم وفق القرآن الكريم والسنة المطهرة وأزال ما اختلط في الأذهان من زيغ وما داخل النفوس من انحراف"، ذاكرا بعض صفات الإمام وما اتسمت به شخصيته "من زهد وتقوى وصبر وبعد نظر ودراية بالواقع وكلها خصال ما أحوج الدعاة اليوم إليها". معرجا سموه الى علاقة جده المؤسس الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني رحمه الله الذي اتصف بكونه عالما بالدين وحاكما في الوقت نفسه وتلقيه دعوة الشيخ بن عبدالوهاب وتبنيه لها ومبادرته بنشرها ناهيك عن انه كما هو معروف عنه عبر ما جاء في وصيته الخالدة بتأكيده على تبنيه لدعوة التوحيد وتوصيته لابنائه الكرام بالسير على الخطى ذاتها لما فيها من خير وصلاح للبلاد والعباد حيث عمل رحمه الله على نشر كتب الدعوة الوهابية وغيرها من الكتب وطباعتها في الهند من أجل التفقيه بدين الله ورسالة نبيه، مؤكدا سموه حفظه الله ورعاه انهم مازالوا إلى اليوم يسيرون على خطى أولئك الأجداد العظام مهتدين بكتاب الله وبسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.. وانهم لن يدخروا جهداً من أجل مواصلة حمل الرسالة ونشر تعاليم الإسلام السمحاء في كل الدنيا وهو امر لم يدخر سموه جهدا من اجله فمن يتابع اهتمامات وخطابات سموه يدرك تماما ما يرمي اليه رعاه الله قائلا بثقة وثبات وحرارة ملحوظة احس بها كل من تابع حديث سموه على الهواء مباشرة: "وإننا نرى أن الأمة باتت اليوم بحاجة للتجديد واستلهام عزم وتجربة الدعوة الوهابية بما يواكب العصر وتطوراته" يبدو سموه يشير الى النهج السديد الذي تبناه سموه منذ تولى الحكم من خلال قيادته الحكيمة والاجهزة الاعلامية القطرية النزيهة والمتصالحة مع دين وثقافة المليار والنصف مليار مسلم بالتوازي مع لغة العصر ومفاهيمه، خاصة الدور الايجابي الذي قامت به في احداث الربيع العربي المجيدة. مشيرا ومؤكدا سموه الى احترامه العميق لهذا النهج وتكريم العلماء الذين ما زالوا يحملون فكر محمد بن عبدالوهاب ودعوته في سبيل خدمة الإسلام والمسلمين. متوسلا سموه الى الله عز وجل أن يوفقه وحكمه الرشيد حاضراً ومستقبلاً كي يظل هذا المسجد منبراً للنور ومشعلاً للهداية. لا نملك سوى ان نقول سدد الله خطاك يا حمد وحفظك من كل سوء وابقاك لابناء الوطن. كلمة اخيرة حول الحالات الانسانية المنشورة في الاعداد السابقة: "الحمد لله تم التبرع من قبل فاعلة خير جزاها الله خيراً لعدد خمس حالات" هذا ما نص عليه آخر ايميل وصلني من الاخ الكريم "ابو ابراهيم" المسؤول بمؤسسة راف وسبقه ايميل آخر من الاخ الفاضل "ابو عمر" وايضا من مؤسسة راف حول الحالات الانسانية المرضية الكبيرة التي ننشرها بالصفحات الاخرى بالجريدة في ايام غير ثابتة تضمن آخر المبالغ التي جمعت لصالح الحالات المشار اليها من قبل المتبرعين وذلك حسب التالي: السيد وليد ع. ب. صاحب الترخيص رقم 140/2011م وتسلم مبلغ 29،925ر.ق علما انه بحاجة الى مبلغ اجمالي يصل الى حوالي 70 (سبعين) الف ريال حيث يحتاج الى زراعة بطارية محفزة للعصب لمعاناته من تشنجات شديدة بابر ر.د. صاحب الترخيص رقم 138/ 2011 تسلم مبلغ 475ر.ق علما ان المبلغ الذي يحتاجه لعلاجه حوالي 80 (ثمانين) الف ريال لزراعة كلية في الخارج. محمود م.م. صاحب الترخيص رقم 142/2011 وتسلم مبلغ 9،975ر.ق وهو بحاجة لمبلغ يقارب مليون وثلاثمائة الف ريال حيث يعاني من مرض النقوي المتعدد وحاليا يخضع للعلاج الكيماوي ويحتاج الى زراعة النخاع بالمانيا. لذا نرجو من الاخوة الفضلاء من اهل الخير والاحسان المهتمين بهذا الشأن التواصل مع مؤسسة راف لاغلاق هذه الملفات المرضية وادخال السرور على قلوب اخوانهم من المسلمين.