21 سبتمبر 2025
تسجيلهذا الوطن المعطاء.. قلة من الناس يقولون "هذا البلد العزيز"، أو "هذا الوطن الغالي".. يغلب الظن على من يهتم بمقولة "الوطن المعطاء "وكأنة لا يرى الوطن إلا من زاوية واحدة، هي أنه معطاء.. بقرة حلوب، ولو لم يقدم له شيئاً، متذرعا في ذلك بأن وطنه غني، وأن هذا حقه!! أريد أن يلغي المواطن في قطر، هذا الأسلوب النفعي والخطاب الأناني، فالوطن.. سواء كانت أرضه معطاء، أم جرداء، يجب أن ينال من المواطن الحب النابع من أعماق قلبه، القلب الحي.. الصادق الانتماء، كما يجب أن يقدر، كأعلى ما يكون التقدير، ويشاد به، كأعز ما تكون الإشادة، ليس تنويهاً لفظياً بانتظار العطاء، وإنما تنويه عملي، في السراء وفي الضراء على السواء، ففي السراء والرخاء يعمل على رفع اسمه وتطويره، بما يبذله من نفسه في العمل وكسب العلم، ليسهم في دفع عجلة التقدم إلى الأمام، وتحقيق الإنجازات، إلى جانب الالتزام بكل ما يضمن في ربوعه الطمأنينة والأمن والأمان والاستقرار. ولا تخلو حياة الشعوب من عوارض.. هي الضراء التي تمتحن بها معادنهم، وتختبر فيها أصالتهم، كما حدث ذلك في عهد مؤسس الدولة الشيخ جاسم بن محمد آل ثاني طيب الله ثراه في معركة الوجبة ضد الأتراك والتفاف المواطنين حوله، فقد هبوا أثناءها هبة رجل واحد، منطلقين من جدلية العلاقة بين الوطن والمواطن، وأنها أخذ وعطاء، فكانوا يضحون في تلك الظروف وغيرها ـ في سبيل الوطن ومن أجله بكل ما يملكون من غال ونفيس، ويفتدونه بكل قطرة دم تنبض بها العروق.. وحينئذ كانت تمر عليهم الأزمات مر سحابات الصيف، فيخرجون منها أقوى وأمنع، وأصلب عوداً على مجابهة الصعاب، وأكثر استعدادا لرفع صرح البناء، إنه الواجب الطبيعي على كل إنسان سوي يحب وطنه. وهذا ما يقوم به قائد هذه النهضة الحالية ومكمل المسيرة حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى حفظه الله. فأصبحنا بعد فضل الله وحكمة سموه نخطو خطوات ثابتة الى غد مشرق يكون نبراساً للأجيال القادمة بعد ان اصبحت قطر معروفة في كل المحافل العربية والدولية. واليوم يحق لنا ان نحتفل بذكرى العيد الوطني، وان تكون لنا فرحة امة يشارك كل من يعيش على هذة الأرض بها، ويشعر الصغير والكبير، المواطن والمقيم بحب قطر فالقطريون وغيرهم من العرب والأجانب يحتفلون بهذا الوطن الغالي ويشعرون بالأمن والأمان فيه ويزداد الغرس والانتماء في الصغار والكبار وتكبر دائرة العشق لقطر وتبدع العساكر والطائرات، والمؤسسات والشركات وتعج المدارس بالاحتفالات ويشارك الحاكم في افراح شعبه ويبتهج المواطن وكذلك الجاليات وتزدان البلاد بالأعلام والمزهريات ويحرص السياح على الحضور اليها وتفخر قطر بالانجازات. حقا انها فرحة امة تعبر بكل صدق عن حب كبير لقطر العزيزة. فهذه المناسبة فرصة لأن نغرس في نفوسنا حب الوطن واللهج بارتباطنا به، ولنتخل عن ترديد عبارة، "هذا الوطن المعطاء"، حتى لا تولد فينا النفسية النفعية. فليهنأ القطريون وجميع المقيمين على أرضها بالذكرى الجميلة، وليفرحوا وليبتهجواويعبروا عن سعادتهم بالعيد الوطني.