سانت بطرسبرغ والثقافة

بدعوة كريمة من وزارة الثقافة والرياضة توجهت مع وفد كبير ضم في أطيافه العديد من الشخصيات والإعلاميين والفنانين وموظفين من متاحف قطر ومؤسسة قطر وغيرهم برئاسة سعادة وزير الثقافة والرياضة إلى الجمهورية الروسية الاتحادية وبالتحديد مدينة سانت بطرسبرغ . تلك المدينة الرائعة ذات المباني الجميلة والمتاحف العديدة وهى لوحة معمارية مميزة وآمنة من جميع النواحي ومعاملة شعبها لنا بكل رقي واحترام . هدف الرحلة هو المشاركة في المنتدى الثقافي العالمي السابع والتي تحل دولة قطر بالإضافة إلى إيطاليا ضيفتا شرف عليه لهذا العام . لن أتكلم عن شئون المنتدى ومناقشاته وعروضه فقد قمت بإرسال العديد من التغطيات الصحفية ولله الحمد إلى الجريدة ولكني سأركز على الجانب التفاعلي الذي يجمع الشعبين الروسي والقطري .. فقد كنا محل أنظار الروس والكثير منهم يعرف قطر ويحلم بالقدوم إليها خلال كأس العالم القادمة بإذن الله. في إحدى جلسات المنتدى حضرت بملابسي القطرية وقد تفاجأت بكم كبير من الأسئلة التي وجهت لي عن طريقة اللباس والعادات والتقاليد في قطر وقد التقط معي عشرات الأشخاص صورا تذكارية . كان المنتدى يأخذ منا وقتا طويلا من الساعة الثامنة صباحا إلى الثامنة مساء إلا أننا كنا نحرص على الحضور والتواجد طيلة وقت المنتدى. رغم برودة الجو والتي تنخفض أحيانا عن درجة التجمد الصفر المئوية ولا نشعر به ولله الحمد لوجود التدفئة في كل مكان ومع ذلك كنا نلبس الملابس الشتوية ونتمشى في المدينة وأسواقها ومتاحفها ونستمع بالهواء المنعش الجميل. لقد أعجبتني المشاركة القطرية والتي تحمل معاني كثيرة من أهمها التنوع الثقافي بين البلدين وامتزاج الحضارات بين قطر وشعبها الأصيل والثقافات المتعددة لإخواننا المقيمين من جانب والثقافة الروسية العريقة من جانب آخر .. لقد كان هذا التجمع الكبير فرصة للتعارف فيما بيننا كإعلاميين وفنانين وغيرهم وتكوين صداقات وكذلك التعارف مع أفراد المجتمع الروسي .. لقد أبهرت الروس الحاضرين موسيقى أوركسترا قطر الفلهارمونية في حفل موسيقي مميز هدف لتعزيز الثقافة الموسيقية بين الشرق والعرب ..وفي نهاية الحفل الرائع وقف الجمهور ليحي العازفين ويصفق لهم قرابة الدقائق العشر . لقد كانت المشاركة القطرية بوفد كبير جاذبة للأنظار من جميع الشرائح المجتمعية المشاركة في هذا المنتدى العالمي واستطاعت وزارة الثقافة والرياضة القطرية أن تجعل قطر في مكانة عالمية بارزة . حرص سعادة وزير الثقافة والرياضة أن يشارك في أغلب فعاليات المنتدى رغم ارتباطاته المتعددة ويهتم سعادته بالاطمئنان على أعضاء الوفد القطري الكبير والذي تعدى الـ170 شخصا وتجده في كل مكان سواء بالمنتدى أو الفندق يرحب ويتحدث مع الجميع بكل تقدير واهتمام . وكان يمارس رياضة المشي في كل ليلة مع بعض الأعضاء رغم برودة الجو وانخفاض درجة الحرارة فالرياضة جزء من حياته اليومية . لقد أثبت سعادته بأنه نموذج متميز للمواطن القطري الذي يشرف بلاده خير تشريف . الشكر والتقدير إلى جميع منتسبي السفارة القطرية لتواجدهم معنا طوال فترة إقامتنا لدرجة أننا شعرنا أن كل السفارة انتقلت إلى فندقنا ولقد حرص سعادة السفير فهد بن محمد العطية شخصيا على الاهتمام بالوفد والترحيب به والاطمئنان عليه . (شكرا سفارة دولة قطر في روسيا بيضتوا الوجه وكفو ..انتو أهلها). في نهاية مقالي أتقدم بالشكر الجزيل لوزارة الثقافة والرياضة على الحفاوة والتكريم للوفد المشارك بالمنتدى الثقافي بروسيا منذ انطلاقنا من الدوحة وحتى عودتنا اليوم الاثنين إلى الدوحة مع خالص الأمنيات للجميع بالتوفيق .