11 سبتمبر 2025
تسجيلعاش أهلنا الأولون على هذه الأرض يوم كانت حصى وطيناً، تأقلموا مع مناخها الصحراوي، وواجهوا تقلبات جوها بالعيش في مجموعات صغيرة تعرف كيفية التعامل مع التقلبات المناخية، من هذه التقلبات المناخية السيول، لا أحد يسكن الوادي مثلا، يسكنون الأراضي المرتفعة والحزوم خصوصاً في المواسم الممطرة، أهلنا تعايشوا مع البيئة القطرية بتناغم، ولا تزال في كل منطقة من مناطق قطر مجموعة من أهلها العارفين بكل زاوية من زوايا أرضهم، والذين يمكن الاستعانة بهم أو طلب مشورتهم في هذا المجال. مع الثورة السكانية في مدينة الدوحة وبناء الجسور والأنفاق والمباني الكبيرة الحجم ضاع كثير من تضاريس الأرض، وبذلك حدث اضطراب في تناغم تعامل الناس مع الأرض، ما حدث في فترة الأمطار من غرق لبعض المباني والأنفاق كان نتيجة عدم احترام مصممي الشوارع والمباني لطبيعة الأرض، الأراضي المنخفضة لها خصائصها والأراضي المرتفعة لها خصائص أخرى، ويجب احترام الإنسان لهذه الخصائص والعمل من خلالها وليس تطويعها، لجان تخطيط الشوارع والمشاريع الكبيرة يجب ألا تغفل وجود عضو مختص بجيولوجيا الأرض ضمن أعضائها. نقطة حساسة جدا، ساءتنا جميعا المقاطع التي نقلت من مبان ضخمة ذات سمعة كبيرة تتسرب إليها المياه من السقوف والأبواب والتصاميم الخرسانية، سؤال بسيط يدور في خلد كل من رأى مثل هذه المقاطع: تصاميم هندسية بهذا الحجم لماذا لم تراع مثل هذه التقلبات المناخية، هل الخطأ في التصميم أم في التنفيذ؟ وهل هناك شروط جزاءية على الشركات المصممة والمنفذة؟! الحلول المؤقتة لتصريف مياه الأمطار عبر قنوات صغيرة ومعدات شفط المياه لا تليق بقطر اليوم، وليس عذراً أن مثل هذه التحديات المناخية نادرا ما تمر على البلاد، أحزنتني جداً جملة قالتها لي صديقتي الأجنبية « The richest country with the poorest drainage” - أغنى دولة بأفقر نظام تصريف مياه - ولكنني لم أجد رداً، ما قامت به كل الجهات المعنية يعتبر جهداً يشكرون عليه ولكن علينا أن نتعامل مع أصل المشكلة وليس التعامل معها عند وقوعها، وعلينا اعتبار هذه السيول درساً تدريبياً وانتهى، ودرس اليوم هو كيفية ضمان عدم تكرار ما حدث.