09 أكتوبر 2025
تسجيللا يستطيع أي متابع للسينما أو ناقد لها أن يغفل الدور الذي تلعبه مدرسة السبكي للإنتاج السينمائي.. حتى بات السبكي مدرسة في السينما لها ملامحها وقواعدها.. وأسلوبها ومشاهدوها الذين يتابعونها.. وهم بالطبع فئة من الجمهور يعرف ماذا يريد من تلك النوعية من الأفلام التي تؤدي إلى نشر الألفاظ المبتذلة والرقصات السوقية.. والحوار المتدني والأغاني إياها!! شئنا أم أبينا فرض السبكي نفسه كمنتج حتى أصبح شجاعا يقدم أفلاما تدر له الملايين من الأموال في الوقت الذي غاب فيه المنتجون المبدعون الذين يقدمون أفكارا جميلة ويتناولون قضايا المجتمع والإنسان في أفلامهم إلا أنهم للأسف توقفوا عن الدفع بأموالهم في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها في السينما. واستطاع السبكي أن يشتهر بـ" تيمة معروفة " تتكون من أغان شعبية ورقصات في الموالد.. وحوار لأبطاله من بيئة متدينة وألفاظ صعب تكرارها.. وهكذا عرف "السبكية" كمنتجين كيف يخاطبون الفئة التي يتوجهون إليها.. وماذا يقدمون لهم.. ويغازلونهم بالشكل الذي يريدونه.. وفي أحدث أفلامهم " عش البلبل" لا تجد إلا مجموعة مشاهد ليس لها رابط درامي.. أو تصاعد في السيناريو القصة شارع: محمد علي الشهير الذي كان منذ سنوات بعيدة مرتعا ومكانا تعيش فيه راقصات ومطربو الأفراح _ نتعرف في إطار كوميدي اجتماعي على سائق تاكسي (سعد الصغير) يأمل في أن يحقق هدفه الذي يحلم به بأن يصبح مطربا فهو يرى أن صوته صالح للغناء ولكنه لم يكن يعرف السبيل إلى ذلك.. ومن خلال دأبه وإصراره يصل إلى حياة العوالم والراقصات ومن ثم يتعرف على حياتهن ومشاكلهن من خلال الراقصة (دينا) التي تساعده في صعود سلم المجد لكنه يواجه في كل خطوه مشكلة ويتعرض لحرب شرسة من منافسيه.. حتى يصل في النهاية إلى ما يريد وما يتطلع إليه. وبالطبع في إطار هذا يقدم لنا الفيلم التوليفة السبكية المعروفة: أغان شعبية والرقصات إياها.. ومشاهد سبق تقديمها في أفلام قديمة لنفس أبطاله السابقين في معظم أفلامه: سعد الصغير.. دينا.. المطربة بوسي إضافة إلى كريم محمود عبدالعزيز ومي سليم وماهر عصام.. ومن يتابع الفيلم في دور العرض فإنه سيصطدم فالقصة مهلهلة دون المستوى.. وأداء الممثلين ضعيفا هابطا لأنهم اعتمدوا على الإفيهات العادية والمعروفة من قبل.. حتى إن المشاهد يمل من الإيقاع البطيء الذي صاحب أحداث الفيلم وحاول مخرجه أن ينقذه بالأغاني التي وضعها (عمال على بطال). آخر السطور: المشكلة التي تصاحب مثل هذه النوعية من الأفلام أننا نجد أنها تحقق إيرادات بالملايين!! فهل يكون العيب فينا؟!!