28 سبتمبر 2025
تسجيلمجموعة من الفلل الحديثة تصل الى اربعين فيلا مبنية بشكل جميل ومرتب مع ما يصاحبها من خدمات وشوارع وأمن وغيرها من الامور التي تجعل نازليها يستمتعون بالراحة والطمأنينة. تلك المباني تابعة لمؤسسة حمد الطبية، تضم المرضى اصحاب الحالات المستقرة ولا يحتاجون عناية طبية مكثفة ولكن وجودهم تحت الملاحظة مهم لصحتهم والعناية بهم. لدى كل مريض غرفة خاصة تحت رقابة صحية من قبل الممرضين والممرضات. المجمع مجهز بشكل يشعر المريض وكأنه في بيته ولديه تليفونه الخاص ويتجول في الشوارع داخل المجمع ويمكنه ان يطلب من خارج المجمع ما يريد من اطعمة وممتلكات شخصية وكذلك سيارة اجرة مجهزة لدخول الكراسي بها، ويمكنه استقبال زائريه ويستطيع ان يخرج بصحبة اقاربه ويعود الى المجمع متى شاء ولو ان الكثير منهم يفضل البقاء فيه لما يحصل عليه من اهتمام وعناية قد لا يحصل عليهما في منزله وهنا اسجل شكري وتقديري الى مؤسسة حمد الطبية والى حكومتنا الرشيدة على هذا الاهتمام بالمواطن القطري والمقيم على هذه الأرض الطيبة ووضع مثل تلك الامكانيات المتميزة تحت تصرفه. استطعت ان ازور العديد من الوحدات في هذا المجمع كعيادة للمرضى والتعرف عليهم والمساهمة في رفع معنوياتهم والأهم من ذلك الحصول على الأجر من المولى عز وجل. الكثير من المرضى قطريون من المسنين او مصابي الجلطات او حوادث السيارات ولهم اصابات شبه مستديمة او من لا يستطيع اهله متابعته ورعايته صحياً الى غير ذلك من الأمراض المزمنة. وخلال تجوالي في المجمع وصلت الى مباني الأمراض النفسية ورأيت فرحتهم بوجود زائر لهم والجميع يريد السلام علي والتحدث معي وبين فترة واخرى يشكرونني لأنني زرتهم، ووجدت حالتهم النفسية جيدة ومطمئنة وهم ليسوا من النوع العدواني ويستوعبون الجمل والعبارات ولهم المام ومعرفة بما يجري حولهم واهتموا بالحديث معي عن العادات والتقاليد القطرية الأصيلة. قابلت الممرضة المسؤولة عنهم الأخت زكية الجبر وتعرفت منها على بعض الحالات وشعرت بأنهم يجدون الرعاية الصحية الكاملة وقد كانت الأخت زكية بمثابة الأم الحنونة للجميع بأخلاقها العالية ورحابة صدرها وتعاونها اللا محدود معهم وتعرفهم جيدا وهم شديدو التعلق بها. وقد صادف خلال وجودي هناك وصول احدى الأخوات القطريات التي يعرفها اغلب سكان هذه القرية الصغيرة ويسمونها ام الخير ويهتم الجميع بمقابلتها وهي تقدم اليهم بعض المأكولات الشعبية التي يحبونها ويتشوقون اليها والتي اعتادوا عليها قديما وكذلك لحبهم للتغيير من اكل المستشفى الروتيني، وقد كانت توزع عليهم بنفسها وتنتقل من مكان الى آخر كي تطمئن عليهم وتسأل عنهم بروح جميلة ومرحة كل ذلك تحت اشراف الممرضات واهتمامهن. كان ذلك مشهدا رائعاً في بذل الخير والتعاون من امرأة تقدر العمل التطوعي وتتفانى فيه. اتمنى من المسؤولين عن المجمع ان يخصصوا برامج ترفيهية ودينية لساكنيه وان يتم بناء مسجد فيه، وان توضع لوحة تعريفية للمجمع ليعرف الناس كيف يصلون اليه حتى وان كان هدف المسؤولين عدم اشعار المرضى بأنه مستشفى، على الأقل اسم معين مثل حدائق معيذر او اي اسم كعنوان يستطيع ان يصل اليه الناس ولاستخدامات الأمن والسلامة. ويا حبذا لو يمارس المرضى هوايات او عملا داخل المجمع حسب استطاعتهم، يشعرهم بأنهم يعملون ويسليهم بدل وقت فراغهم الطويل ويبتعدون به عن الاكتئاب والملل. كما ارجو ان تتم زيادة الممرضات العرب لتكون هناك سهولة في التفاهم مع المرضى. والأمر الذي اريد ان اركز عليه ويحتاجه المرضى كثيراً هو زيارة أفراد المجتمع لهم وجعلهم يشعرون بأنهم جزء منه وينتمون اليه وهو مطلب اساسي ومهم يؤكد عليه الجميع.