13 سبتمبر 2025
تسجيلالأرض هذا الكوكب الرائع الفريد بين كواكب المجموعة الشمسية وكواكب وأجرام الكون الفسيح والذي أُختص وحده باحتضان الحياة وتطورها واستمرارها لملايين السنين. هذا الكوكب الأزرق الذي اكتسب اسمه من البحار والمحيطات التي يطغى لونها على بقية تضاريس ومعالم الأرض بحيث تبدو الأرض كوكبا أزرق عند النظر إليه من الفضاء. الكوكب الذي احتضن أنواعا متعددة من الكائنات الحية من نباتات وحيوانات وسلالات بشرية كلها خلقت لتنعم بخيرات هذا الكوكب ولتتعايش جنبا إلى جنب في توازن دقيق حتى أن انقراض أو انخفاض أعداد نوع معين من أنواع أحد الكائنات يؤثر في سلسلة طويلة من الكائنات التي تتغذى على الكائن الأول ويهددها بالانقراض كذلك. وفيما الأرض احتضنت ضمن الكائنات التي احتضنتها هذا الانسان الكائن العاقل الفخور بنفسه الذي انتشر في كافة أرجاء الأرض وتفرع إلى إثنيات وأعراق ومن ثم إلى أصحاب أديان وملل ونحل وسرعان ما أفتى الكائن العاقل لنفسه بجواز محاربة الأعراق والجماعات الأخرى وبحجج لاحصر لها واخترع مفردات لا أول لها ولا آخر حول ملكية الأراضي والأوطان ومناطق الثروات والنفوذ ليتحول الصراع فيما بعد إلى صراع دول وأمم وامبراطوريات وأديان وليتطور فن التدمير والقتل والإفناء إلى أن توصلت عبقرية الكائن العاقل إلى أسلحة الدمار الشامل التي لا تبقي لا كائنا حيا ولا غير حي عند استعمالها بل إنه لم يكتف بصنعها وإنما جربها في أكثر من مكان وأكثر من حرب. ورغم كل أنواع التخريب الذي مارسه الانسان ضد الأرض فان كوكبنا ظل على مدى مئات السنين صامداً لا تصدر منه أي إشارات للشكوى أو الاحتجاج إلا عندما وصل التخريب الذي مارسه الكائن العاقل ابن الحضارة الصناعية الحديثة إلى مستويات قياسية فضج كوكبنا فجأة بالأخطار التي تراكمت على سطحه وفي مجاله الجوي. وبدون ان ينتبه الكائن العاقل بدأت تظهر على كوكب الأرض نتائج عبثه وتخريبه وسوء تصرفه فارتفاع مستويات التلوث التي سببها الانسان بسبب حرق الفحم والنفط والغاز وإطلاق كميات هائلة من المركبات الكيمياوية السامة مخلفات الصناعات الحديثة أدت إلى ارتفاع غير مسبوق بنسب غازات مثل غاز ثاني أكسيد الكربون واكاسيد النيتروجين وأكاسيد الكبريت وأي اختلاف في نسب هذه الغازات يهدد بالقضاء على حياة الكائنات الحية على كوكب الأرض وهذه الغازات تعتبر غازات ثقيلة لذا تتجمع في النطاق السفلي للغلاف الغازي للأرض وعند قياس العلماء لنسبة زيادة غاز ثاني اوكسيد الكربون في الجو وصلت نسبته إلى 385 جزءا من المليون أي بزيادة 52 % عن المستوى الطبيعي ويكمن خطر ثاني أوكسيد الكربون بسميته الشديدة للكائنات الحية عند تنفسها إياه كما ان لارتفاع مستوياته في الجو الفضل في الارتفاع غير المسبوق في درجات الحرارة (أو ما يسمى بظاهرة الاحتباس الحراري) وما ينتج ذلك من كوارث تهدد مستقبل الحياة على الأرض.. وللحديث بقية.