07 أكتوبر 2025

تسجيل

أكذوبة كورونا

19 أكتوبر 2020

بين فترة وأخرى يخرج علينا من ينادي بأن كورونا أكذوبة واختراع غربي أو شرقي. بعضهم يتابع ما يبثه الإعلام ويصدقه ولا يعلم بأن الهدف من كل تلك التعليقات المنافية لوجود كورونا تأتي من نفس الدول التي تبين خطر كورونا، وهم من يوافقون على خروجها للإعلام حتى تدر أرباحا كبيرة عليهم حينما يتم تداولها وتشغيل النت بشكل مستمر وغيرها من مكاسب شهرة وخالف تعرف. التقيت في أحد المجالس بمن يؤمن بتلك النظريات ولا يعترف بلبس الكمامات ولا أي إجراءات احترازية، ويكيل الاتهامات للغرب وانه ليس هناك كورونا وإنما هي لعبة كما يقول. فقلت له: يا رجل المرض موجود ومعدٍ وتم الكشف عنه وهو يختلف عن الأمراض الأخرى حسب الفحوصات العالمية. وسألته لماذا يريد الغرب كما تقول إن ينشر كورونا؟. فقال: لعبة ضد الدين!. فقلت له أي دين؟ ما علاقة الدين بالموضوع؟ فقال الدين الإسلامي وهم يريدون أن يضعفوا ديننا الإسلامي، وأخذ يضرب كل الآيات والأحاديث التي يحفظها ويربطها مع هذا المرض في توظيف غير مناسب!. فقلت له لو افترضنا بأن كورونا صناعة غربية، فهل تعلم بأن عدد الموتى في الغرب تخطى المليون وخاصة في أمريكا، فكيف يمكن أن يصنعوا مرضا ليقتلوا به أنفسهم؟!. فقال نعم! حتى لا يذهب أحد يصلي في المساجد عندنا ونخاف من المرض. ألا تلاحظ أن الحرم مغلق؟!. فقلت له وكذلك الكنائس والمعابد مغلقة عندهم. بالعكس نحن بدأنا نتخذ إجراءات وقائية ونصلي في المساجد ولله الحمد وهم ما زالوا يطالبون بفتح الكنائس والمعابد اليهودية فأين الحرب على الدين الإسلامي؟. وان أرادوا حربنا فلن يحتاجوا لاختراع أمراض تضرهم حتى يحاربونا بها. فقال حتى الكمامات مضرة واستند إلى معلومات من النت وفي الغالب هي غير صحيحة لأنها من موسوعة تكتب في نهاية الخبر بأن تلك المعلومات غير دقيقة. فقلت له طيب هل لديك بديل للكمامات؟. فقال لا يجب أن نستخدمها، فهم يربحون الملايين من ورائها فقلت له هل تعرف أن هناك خسائر بالمليارات بسبب الجائحة في العالم وازدياد البطالة وركود في الاقتصاد العالمي وأصاب الدول التي تظن أنت أنها تصدر هذا المرض لنا وتخوفنا به أكثر منا. فلم يكن لديه رد!. هناك الكثير مثل هذا الأخ الفاضل الذين يؤمنون بدور المؤامرة والعداء للإسلام بمرض كورونا. وحين تناقشه تصل معه إلى طريق مسدود ولا يستطيع أن يثبت صدق ادعائه. أعتقد مثل هذا وغيره ممن يضربون بالقوانين عرض الحائط ونراهم حين يدخلون المسجد يختلقون المشكلات مع المؤذن أو الإمام لأنهم لا يريدون أن يفتحوا تطبيق احتراز. ومنهم ما أن تقام الصلاة إلا وينزع الكمامة ويرميها جانبا وبعد الصلاة يلبسها وقد رأيت ذلك بأم عيني، ومنهم من يفتي ويحرم الصلاة بالكمامات!. ويعمل ما هو مقتنع به.. ولا يبالي بصحة الآخرين، وإن كان في بيت الله. كذلك مثله مثل من يأتي متأخرا ليصلي الجمعة ويرمي سيارته في منتصف الطريق أو يضعها خلف سيارات أخرى، وهو يعلم بأنه يضر بالناس ولكن لا يهتم. نتمنى من خطباء الجمعة أن يتحدثوا بمثل ذلك في خطبهم لتوعية من لا علم له ولا ثقافة له وان ديننا الحنيف يحرص كل الحرص على مصلحة الجماعة والمحافظة على المصلحة العامة حفظنا الله وإياكم من كل شر.