14 سبتمبر 2025
تسجيلفي المقال السابق تعرفنا على قصة رجل ظل يكافح طيلة حياته لكي يتغلب على الفقر ويصبح مليونيرا وحدث له ما تمنى واصبحت ثروته تقدر بالملايين، لكن على الجانب الآخر خسر هذا الرجل اسرته وصحته وبدأت الأمراض تزوره مرضاً تلو مرض، وفي يوم من ذات الأيام وبينما صاحبنا منهمك في العمل شعر بألم شديد في صدره ثم ما لبث ان فقد توازنه وسقط على الارض مغشياً عليه، وعندما عاد إليه وعيه وجد نفسه، ملقى على فراش في حجرة العناية المركزة باحد المستشفيات وأخبره الطبيب المشرف عليه انه نجا باعجوبة من أزمة قلبية حادة، فلولا العناية الالهية لكان في عداد الموتى، وانه ان لم يعتن بصحته جيداً في فترة حياته القادمة ويقلل من ساعات عمله بما يتناسب مع ظروف صحته الحالية فلا أحد يعلم ماذا سيكون مصيره. والآن دعنا نحلل احداث القصة لنرى اين وقع الخلل. هذا الرجل بدأ حياته فقيراً واجتهد وبذل جهداً جباراً حتى اصبح مليونيرا وهذا امر جيد في حد ذاته، ولكن العمل والمال ليس كل شيء في الحياة. لقد نسى او تناسى الاهتمام بمجال حياته الروحاني فاغفل علاقته مع ربه ؛ التي تعتبر أهم علاقة في حياة الانسان، ثم انه اهمل مجال حياته الصحي وأهمل علاقاته الاجتماعية حتى خسر زوجته واولاده. هذا المليونير عاش حياة غير متوازنة وفهم النجاح بشكل خاطيء. وقصته تذكرنا بقصص العديد من الاغنياء المشاهير من نجوم السينما ورجال الأعمال البارزين الذين انهى بعضهم حياته بالانتحار رغم غناهم الفاحش وشهرتهم الكبيرة امثال ممثلة هوليود المشهورة مارلين مونرو. والمغني العالمي المشهور الفنس برسلي وغيرهما. ويذكرني ايضا بكلمة قالها بيل جيتس كانت كلمة مذهلة تنم عن ألم شديد — (هذا العبقري الذي اسس شركة ميكروسوفت وحقق نجاحاً منقطع النظير في مجال البرمجيات) — ففي لقاء تليفزيوني سأله المذيع: — " ماذا تتمنى ان تحقق؟ " فأجابه جيتس قائلا: — " المشكله انني اتمنى ان يكون هناك شيء اتمنى ان أحققه!! " وبعدها تنازل جيتس عن نصف ثروته تقريبا التي تُعد بالمليارات لاحدى الجمعيات الخيرية واكتشف سعادته عندما بدأ يركز على خدمة الفقراء والمحتاجين. كل من ذكرنا ومن هم على شاكلتهم تنقصهم الحياة المتوازنة التي من غيرها سيعاني الانسان معاناة كبيرة... في العدد القادم بمشيئة الله تعالى من نبع السعادة سنتعرف على اسرار الحياة المتوازنة وكيف نحقق نجاحاُ حقيقياً ونحيا حياة طيبة.