10 سبتمبر 2025

تسجيل

تحالف الأقليات والغرب ضد الإسلام

19 أكتوبر 2016

تستعر الحرب من حلب إلى الموصل والعنوان الوحيد لها هو "الحرب على الإسلام"، والحرب على الأكثرية الإسلامية في البلدين أي الذين يطلق عليهم اصطلاحا " السنة"، وهي حرب تشارك فيها كل الأقليات إلى جانب أمريكا وروسيا وتحالف من عشرين دولة أخرى، بينها دول عربية. وحتى تكون الأمور واضحة فإن ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية أو "داعش" لا يمثل الإسلام لا من قريب ولا من بعيد، وهو إنتاج "مخابراتي"، أسهمت بصنعه إيران وأمريكا ونوري المالكي وبشار الأسد وأطراف أخرى أيضا، وهو من أخطر الظواهر التي تهدد الإسلام والعالم العربي، وبالتالي فإنني لا اعتبر هذا التنظيم المارق ممثلا للإسلام بأي شكل من الأشكال.من الجهة الأخرى فإن الحرب الإيرانية الروسية وحزب الله في سوريا تمثل هجوما على الإسلام، وكذلك الحرب الإيرانية الأمريكية الشيعية في العراق، فهي أيضًا حرب على الإسلام، وهي الحرب التي قال عنها بريت ماكجورك ممثل الرئيس الأمريكي في التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة على تويتر "إننا فخورون أن نقف معكم في هذه العملية التاريخية"تحالف الأقليات ضد العرب والإسلام حقيقي ويعمل بقوة، فالأقلية اليهودية تسيطر على القدس والأقلية الشيعية تسيطر على بغداد والأقلية النصيرية العلوية تسيطر على دمشق والأقلية الشيعية والمسيحية تسيطر على بيروت، والحوثيون يسيطرون على صنعاء، والأقلية تسيطر على كردستان في العراق وتحاول أن تصنع لها كيانًا في سوريا، والأقلية القبطية تحاول السيطرة على مصر عبر بوابة الاقتصاد والجيش، وهذا يظهر مدى اتساع الهجمة التي يتعرض لها العرب المسلمون في العراق وسوريا ولبنان واليمن وفلسطين، إضافة إلى الحروب الفرعية الأخرى في مصر وليبيا. هذا التحالف الكبير للأقليات مع القوى الاستعمارية الأمريكية والروسية والإيرانية والإسرائيلية بات حقيقيا ومرئيا، وتحول إلى حلف عسكري ثقافي حضاري اقتصادي ضد الأمة العربية والإسلامية، وضد الإسلام والثقافة الإسلامية، وضد الأغلبية الساحقة من العرب الذين ينتمون إلى الأكثرية المضطهدة، وللأسف فإن الصورة الحالية تظهر تنظيم "داعش" على أنه التنظيم الوحيد الذي يدافع عن الأغلبية الإسلامية في مواجهة تحالف الأقليات المدعوم من روسيا وأمريكا والغرب كله.من نوري المالكي وحيدر العبادي إلى بشار الأسد وحسن نصر الله والحوثي إلى عبد الفتاح السيسي وخليفة حفتر ومحمود عباس وبنيامين نتنياهو وأنظمة عربية أخرى توحدت في الحرب على الأكثرية العربية المسلمة، في محاولة تاريخية لكسر هذه الأغلبية وإخراجها من الجغرافيا، وهو هدف معلن أو غير معلن لهذه القوى الاستعمارية وحلفائها من الأقليات.إيران هي القاسم المشترك في المشهد، فهي تقاتل إلى جانب الأمريكيين في العراق، وتقاتل إلى جانب الروس في سوريا، والميليشيات الشيعية تقاتل هي الأخرى مع رفاق السلاح الأمريكيين في الفلوجة والموصل ومع رفاق السلاح الروس في حلب، أما في اليمن فإن الحوثيين يلعبون على راحتهم بدعم من جميع الأطراف الدولية.الأكثرية العربية المسلمة في العالم العربي تتعرض لحرب "كونية" حقيقية، هدفها تغيير المشهد كله في المنطقة، وإخضاع المنطقة كلها للأقليات الشيعية واليهودية والمسيحية، من خلال فرض موازين قوى جديدة باستخدام القوة العسكرية للقوى الاستعمارية الكبرى.هذا المشهد الدموي والإقصائي سوف ينتج ردة فعل عنيفة أشد وأنكى من تنظيم "داعش" المارق، وستكون الحرب مفتوحة، ولن تقف عند حدود العراق وسوريا ولبنان واليمن ومصر وليبيا، بل ستشمل الجميع بلا استثناء، فاستسلام الأغلبية العربية من أهل الإسلام ضد المنطق والسنن الكونية، ولذلك فإن ما بعد "داعش" سيشكل حالة يمكن أن أطلق عليها "ما بعد العنف" وهي مرحلة "التوحش" بلا شك.