14 سبتمبر 2025
تسجيللا يخلو مجلس من مجالس الحريم الا ويكون هناك قسط كبير من الحديث فيه حول المشاكل الأزلية القديمة المتجددة بين الحماة وزوجة ابنها، وكيف يكون الزوج وهو الضحية حائراً بين أمه وزوجته ومحاولته ارضاء الطرفين فى الوقت نفسه. ولا شك ان الدراما والسينما ساهما بشكل كبير فى تشويه شكل العلاقة بين الحماة وزوجة الابن، ورسمت صورة الحماة على أنها المرأة المسيطرة التى تتدخل فى أدق تفاصيل حياة ابنها وبالتالى فى حياة زوجته، ومن هنا ومن خلال لقاءات مباشرة ورسائل عبر الايميل مع فتيات فى مقتبل حياتهن الزوجية يقلن ان الكتاب والأطباء النفسيين دائما ما يركزون على الزوجة وينصحونها بمعاملة الحماة بشكل مميز دون أن يوجه أحد الحديث أو النصح للحماة فى أن تعامل تلك الزوجة كما تعامل ابنتها. والحقيقة اننى مع المعاملة الحسنة من الطرفين ومع ذلك فساقدم اليوم عدة نصائح للحماة لكي تكون العلاقة ودودة مع زوجة ابنها كما تورد أحدث أبحاث العلاقات الاسرية.. 1 — سيطرى على مخاوفك كثيراً ما يفسد العلاقة بين الحماة وزوجة الابن، هو شعور نابع من بعض الأمهات بأن زوجة الابن ستخطف ابنها منها، أو ستفسد العلاقة بينهما، أو ستستأثر به دونها، مما يدفع بعض الحموات الى التعامل مع زوجة الابن بحالة من التحفز وتعمد ايذائها، لذا على كل أم يجب أن تسيطرى على مخاوفك، وتدركى أنه ليس معنى زواج ابنك أنه تخلى عنك أو لم يعد لك دور أو أهمية فى حياته، أو انه استقل بحياته بشكل كامل عنك لا، بل فقط أنه بدأ مرحلة جديدة فى حياته. 2 — تقربى منها عليكِ اعطاء الفرصة لنفسك ولزوجة ابنك فى التعارف على بعضكما البعض، لتفسحى لها المجال للحديث معكِ وقضاء المزيد من الوقت معها، فهذا سيساعد على التقارب وخلق جو من الود معها، وازالة أى رهبة من زوجة ابنك تجاهك. 3 — عدم تصيد الأخطاء بعض الحموات تعمل وتتعمد على أن تتصيد الأخطاء لزوجة ابنها، مهما كانت تبدو بسيطة، أو تحاول أن تضخم هذه الأخطاء، وتحمل كل كلمة أو تصرف أكثر مما يحتمل، لذا حاولى أن تكونى محايدة واحذرى أن تفسدى حياة ابنك دون أن تدركى ذلك، واذا كان هناك أخطاء بالفعل، فقومى بالنصيحة بذكاء، دون احراج لزوجة ابنك. 3 — الهدية كما يقولون الهدية رسول المحبة، ولا يلزم أن تكون هدية غالية، فاهتمى أن تهدى زوجة ابنك بعض الهدايا البسيطة فى مناسبتها الخاصة، تعبيراً عن حبك، وترحيبك بها وبأنها أصبحت فرداً جديداً انضم للعائلة فهذا التصرف سيزيل الرهبة التى تكون فى قلب كل فتاة من علاقتها بحماتها، وأيضاً ستشعر بمدى اهتمامك وحبك لها. 4 — الصداقة لخلق علاقة جيدة مع زوجة ابنك حاولى التواصل معها، وحاولى أن توجدى معها حالة من الصداقة، وان كان لديكِ أى تحفظات على طريقة حديثها معكِ، فلتتعاملى برفق وبهدوء لتتعرفى على سبب تصرفاتها التى تزعجك، وبادريها بأخذ رأيها أو نصيحتها فى بعض الأمور التى تخصك، لتبنى بينها وبينك جسور الثقة والتفاهم، مما ينعكس على علاقتكما معاً، وتشعر بالثقة وعدم الاحراج أو الضيق عندما تنصحينها أو تبدين ملاحظاتك على أمر ما يخصها 5 — احترمى مساحتهما الخاصة فى أى علاقة لابد أن تكون هناك حدود واحترام لخصوصيات الآخر، لذلك حاولى التفاهم معها حول هذه الحدود، فلتحترمى خصوصياتها مع ابنك، ولتجعليها تعتاد أن تحترم خصوصياتك وعلاقتك الخاصة مع ابنك، ولكن بهدوء وبالنقاش، وتجنبى العناد واقحام نفسك فى خصوصيات حياتهما معا. 6 — سحر الكلمات ربما تخطئ بعض الحموات دون قصد، عندما لم توفق فى اختيار الكلمات الصحيحة عند التحدث مع زوجة ابنها، فيبدو وكأنها تلقى عليها بعض الأوامر، أو تسخر من ذوقها فى اختيارها لشيء ما مما يفسد العلاقة بينهما، لذا يجب أن تخرج كلماتك بشيء من الحرص والذكاء فى الوقت نفسه، وأن تكون على هيئة رأى دون أن تلزميها الأخذ به، فاختيار الأسلوب فى اصداء النصيحة يعد نصف الطريق الى اقناع الطرف الآخر. وأخيراً ان ديننا الاسلامى الحنيف أوجز ما سبق فى كلمتين مهمتين من كلام أشرف الخلق سيدنا ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم وهما " حب لأخيك ما تحب لنفسك " لذا فديننا دين معاملة فعاملوا أزواج أبنائكم كما تحبون أن تعامل بناتكم من قبل حمواتهن وسلامتكم