21 نوفمبر 2025

تسجيل

المقاصب والأخطاء السنوية

19 سبتمبر 2016

في كل سنة نشتكي من المقاصب وما يحصل فيها من أخطاء، وإهمال وتكدس للأضاحي والمشاكل تتكرر سنوياً، ولا نعرف إلى متى تستمر..؟! الغير يتعلم من أخطائه، ونحن ما زلنا نكرر نفس الأخطاء ونزيد عليها، وكأننا نعيش في تخلف وليس في دولة متحضرة لها قوانين، تواكب كل مجريات العصر الحديث، وأصبحنا ولله الحمد نضاهي الدول المتقدمة بما توفره لنا الدولة من خدمات جليلة؛ للمواطنين والمقيمين.. ولكن للأسف هناك مؤسسات أو شركات تشوه تلك السمعة الطيبة عن قطر ببعض المخالفات التنظيمية، التي يمكن أن تحل في اجتماع واحد بين المختصين بها.. تم دعم الأضاحي واصبح سعر الأضحية 1100ريال من الخراف الأردنية.. ومع ذلك ابتعد البعض عن تلك الأغنام المدعومة وسارع الى الشراء من غيرها.. والأسباب معروفة؛ منها على سبيل المثال: ان الكثير من تلك الأغنام هزيل ومريض، لدرجة انه تم تعويض بعض المشترين عن فقدانهم لها نظرا لموتها أو مرضها الشديد.. وحصل ذلك بعد الشراء وليس قبله..!! كنت أتمنى ان تقابل الخراف المدعومة باهتمام اكثر من البلدية والجهات المختصة.. وخاصة أنها ستقدم كأضاحٍ إحياء لشعيرة مهمة يجب تعظيمها، والتقيد بأن تكون حسب المواصفات المذكورة بالسنة النبوية. في أحد المقاصب الأهلية وقبل يوم العيد، كانت هناك العديد من الأغنام المريضة في نفس حظيرة المعاينة، مع عدد من الأصحاء الهزال، وهناك بعض الخراف النافقة (ميتة) يحملها العمال لترمى في الحاويات البعيدة.. فكيف يمكن لأحد ان يشتري منها، وهو يرى امامه مثل تلك المناظر..؟ وبفضل الله تمكن البعض من الشراء من إحدى السيارات، التي تبيع الخراف السورية الحية والقوية، جاءت لتقف بالقرب من المقصب ليسرع اليها الناس ويشتروا منها بسعر 1400ريال، ولو طلب صاحبها اكثر لدفعوا له.. اننا حين نريد ان نشتري أضاحي، فإننا نريد ان نقدم الأفضل تقربا وتعبداً لله.. فإذا كانت الأضاحي المدعومة بتلك النوعية، فنحن لا نريدها، ويمكن للجهات المختصة دعم أصحاب الحلال والشراء منهم، بدل الاستيراد من الخارج، وتعريض البهائم للحرارة والتعب الشديد، وقلة الخبرة في العناية والاهتمام بها.. في العام الماضي كتبت مقالاً في نفس الفترة، عما يحدث في المقاصب والطوابير الطويلة، وعدم التنظيم، أشير إليه ولا أريد أن اعيده هذه السنة، فلم تحل إلا أمور بسيطة وازدادت الأمور الصحية، وتم تعويض أكثر من 70 شخصاً عن اضاحيهم..!! وقد يكون هناك العشرات غيرهم لم يراجعوا المقاصب، ولم يهتم البعض الآخر بالأمر، وضحى بما اشتراه وعلى أي حال كان.. لدينا مزارع بها الكثير من الأغنام، يمكن ان تسد جزءاً كبيراً من حاجة البلد، وهي بحاجة الى دعم اولى من غيرها من المستورد. وكذلك نحن بحاجة الى زيادة المقاصب فلا يعقل عدد سكان قطر يقارب الثلاثة ملايين نسمة، ويعتمدون على مقاصب بأقل من أصابع اليد.مع كل تلك الظروف الصعبة.. نحرم المواطنين من الاستعانة بقصابين متجولين، ونمنعهم من احياء السنة والذبح في البيوت، ومشاركة الأهل والأطفال هذه الشعيرة الربانية. أتمنى ان اكتب في السنة القادمة مقالاً أشكر فيه البلدية وشركة "ودام" وغيرها من الجهات المختصة على الإبداع الجميل في راحة المواطنين والمقيمين، بحصولهم على ما يريدون من الأضاحي بكل سهولة ويسر، ونظام جميل، يسعد الجميع، ويحقق الراحة والطمأنينة، لكل المواطنين والمقيمين، في دولتنا الحبيبة قطر.