14 سبتمبر 2025
تسجيلفي تصريح طريف ولكنه مأساوي في دلالاته و إيحاءاته في نفس الوقت وفي رده على سؤال صحفي في باريس حول أسباب هروب العراقيين الجماعي من وطنهم ضمن موجة أفواج اللاجئين الأخيرة التي عصفت بالقارة العجوز، أجاب وزير الخارجية العراقي إبراهيم الأشيقر الجعفري على السؤال بطريقة تثير الأسى و تعبر عن رؤية كارثية لرمز من رموز الأحزاب و القيادات الطائفية الرثة السائدة في العراق!،والتي بممارساتها وعقلياتها و سلوكياتها وطريقة تفكيرها حولت العراق لبلد فاشل وجعلته وطنا خرابا غير صالح للعيش؟، فقد قال رئيس الدبلوماسية العراقية بأن العراقيين يعانون من إختلالات نفسية لذلك يتركون بلدهم رغم توفر كل الظروف!. طبعا وزير الخارجية الذي كان رئيسا للحكومة في زمن الحرب الأهلية وهو اليوم رئيس التحالف الوطني الطائفي لم يكلف نفسه عناء السؤال حول الأسباب الحقيقية التي دفعت شباب العراق وفي طليعتهم شباب الحشد الطائفي من كوادر وعناصر الميليشيات الطائفية المسلحة للهروب جماعيا من العراق؟والجعفري بإعتباره لاجئا سابقا عاش سنوات طويلة حياة الكفاف والإعتماد على إدارة الضمان الإجتماعي البريطاني في تدبير معيشته ثم تحول ذلك اللاجئ الإنساني لمتقاعد لأسباب صحية وتحديدا أسباب نفسية تعيقه عن ممارسة أي مهنة بسبب حالة الشيزوفرينيا التي يعاني منها والتي منعته من ممارسة أي مهنة سوى مهنة (الحملدارية) أي قيادة حملات الحج الإرشادية للاجئي الشمال الأوروبي، خلال حقبتي تسعينيات القرن الماضي وحتى عشية إحتلال العراق وتحول الحملدارية والمشردين وباعة البطيخ والبصل لقادة وساسة وبرلمانيين في عراق فقد توازنه وسقط أسيرا لرياح الطائفية الرثة وللروح الإنتقامية الحاقدة ، ولأخلاقيات لاعلاقة لها بالعمل الوطني ولا حتى بمكارم الأخلاق؟.لقد مارس وزير خارجية العراق أسلوب (رمتني بدائها وانسلت) في تصنيفه للشعب العراقي بكونه شعبا غير متوازن نفسيا !! مدعيا بأن حكومته الفاشلة قد قدمت الكثير له! رغم أن صرخات وعويل المتظاهرين في المدن العراقية كل أسبوع قد وصل لكل مسامع شعوب الأرض إلا أن حكومة العراق لم تسمع بعد! وكأن مايجري يدور في المريخ أو في عوالم أخرى وليس في البلد الذي يحكمونه بالحديد و النار و النهب والفشل والطائفية الرثة؟لا أدري حقيقة أيهما المختل نفسيا؟ الشعب الحانق على حكومته التي نهبت ثرواته وجعلت صيفه جهنما حقيقيا مع إنقطاع التيار الكهربائي وسوء الخدمات ، وشبابه يعانون من البطالة الطويلة ومن الرداءة الإدارية و الفساد الكبير و تفشي الرشوة والمحسوبية وضياع الحد الأدنى من كرامة المواطن ؟ أم ذلك المسؤول المتفلسف البعيد عن الواقع و المنفصل عنه تماما والذي يعيش على زبد الوعود و تسطير الكلمات وممارسة النفاق والكذب والرياء..!لاشك في أن حملة الهروب الجماعي للشباب العراقي هي حالة فضائحية بإمتياز تدين السلطة التي فشلت في تدبير الشأن العام ودفعت المواطن للهروب بعيدا تاركا لهم الجمل بما حمل بعد أن تعب من المغامرات والحروب الخاسرة وفيضان الدماء ومهرجانات الهلوسة و الخرافة و الدجل ، وبعد أن تحولت العملية السياسية لكيان كسيح فاشل يحبو على أقدامه من العجز الصريح، فيما وعود الإصلاح و التغيير تبخرت تماما رغم أنه كان واضحا منذ البداية سقمها وعدم جدواها، لكون الحكومة الحالية منبثقة من رحم الحكومة السابقة، ولكون أساطين الفساد المافيوزيين لم يمسهم أي ضر بل بقوا و استمروا مظهرين لسانهم للجماهير! وفي مواجهة كل دعوات التغيير؟ هل تغير شيء؟وحينما يصف وزير فاشل ورئيس حكومة فاشل الشعب بأسره بكونه يعاني إختلالا نفسيا فإن نفس التوصيف ينطبق على الحكومة؟ أليست من نفس الشعب ؟ أم أنها من شعب مختار آخر؟.. تصنيفات عجيبة! و تنظيرات غريبة! لقادة يخجل منهم الخجل ويتوارى خجلا!!.. ومحنة الشعب العراقي مستمرة بل ستشهد فصولا متصاعدة ، فالذئب في نهاية المطاف لايلام في عدوانه إن يك الراعي عدو الغنم. ترى من يستحق أن يتحول لأقرب عيادة نفسية ؟ جموع وملايين الشعب المحبط ؟ أم سماسرة العملية السياسية الكسيحة من العيارين والشطار الجدد ؟... الجواب معروف...؟