15 سبتمبر 2025
تسجيلمن يقرأ شعر أبي العلاء المعري يضع يده على التشاؤم الواضح من الحياة والناس وكل شيء في الوجود من خلال هذه الأشعار..واليوم سوف نبحر في عباب تشاؤم رهين المحبسين الذي قال في إحدى قصائده وهو يفتخر بأنه ليس له ولد يخلفه في هذه الحياة:إذا لم يكن خَلفي كبيرٌ يُضيعهُحِمامي ولا طِفلٌ فَفيمَ حياتيوما العيشُ إلاَّ عِلَّةٌ بُرءُها الرَّدَىفَخَلِّي سَبيلي أَنْصَرِفْ لِطياتيويقصد بطياتي هنا دعني أنصرف لغرضي..ويقول في قصيدة أخرى:قد ساءَها العُقْم لا ضَمَّتْ ولا وَلَدتْوذاكَ خيرٌ لها لو أُعْطِيَتْ رَشَداما يأخذُ الموتُ من نَفْسٍ لمنفردٍشيئاً سواها إذا ما اغتالَ واحْتَشَداوَمُنْشِد الخير لا تُصْغَى لَهُ أُذُنٌفقد ضَلَّ مُذ كانت الدنيا فما نُشِداوهو القائل أيضاً:رَغِبنا في الحياةِ لفرطِ جَهْلٍوَفَقْدُ حياتنا حَظُّ رَغيبُشَكَا خُزَزٌ حوادثَها وليثٌفما رُحِمَ الزئيرُ ولا الضَّغيبُشَهدتُ فلم أُشاهِد غيرَ نُكْرٍوغَيَّبَني الـمُنَى فمتى أَغيبُ..؟ويقول في قصيدة أخرى:والناسُ كالنارِ كانوا في نَشَاءَتهميُسْتَضْوَأُ السَّقطُ منها ثم يَنْتَشِرُوالأرضُ تُنبتُ من نَخْل ومن عُشَرٍوما يُخَلَّدُ لا نَخْلٌ ولا عُشَرُلو يَعقلونَ لَهَنُّوا أَهلَ مَيِّتهمولم تَقُم لوليدٍ فيهم البُشُرُوهو القائل كذلك:رَبِّي متى أَرحلُ عن هذه الدنيافإنِّي قد أَطَلتُ الـمُقامْلم أَدرِ ما نَجمي ولكنّهفي النَّحسِ مُذ كانَ جَرَى واستقامْفلا صَديقي يَتَرَجَّى يَديولا عَدُوِّي يَتَخَشَّى انتقامْوالعيشُ سُقْمٌ للفتى مُنْصِبٌوالموتُ يأتي بِشفاءِ السَّقَامْوهو القائل أيضاً:على الوُلد يَجني والدٌ ولو أَنَّهموُلاةٌ على أَمصارِهم خُطَبَاءوزادَكَ بُعداً من بَنيكَ وزادَهمعليكَ حُقوداً أَنَّهم نُجَبَاءيَرَونَ أَباً ألقاهم في مؤَرِّبٍمن العَقْدِ ضَلَّتْ حَلَّةُ الأُرَبَاءوعندما حضرته الوفاة قال لمن حوله أكتبوا على قبري هذا البيت:هذا جَنَاهُ أَبي عَليَّوما جَنَيتُ على أَحَدْوسلامتكم..