15 سبتمبر 2025

تسجيل

ضربٌ ناتجهُ صفر

19 سبتمبر 2012

عفواً (محمد) ومثلي ليس يُقبل له عذر! عفواً (محمد) ومثلي لا يخجل من سوق ألف عذر وعذر! عفواً (نبينا) خذلناك ومازلنا نمضي في خذلانك وكأنك عدو نكيد له أو جار نهمله أو صديق نعرفه في وقت مصالحنا فقط! فمن منا يمكن أن يمتشق صهوة الغضب كما يجب أن يكون عليه الغضب الحقيقي البعيد عن إزهاق الأرواح وإتلاف الممتلكات والغوغائية التي خرجت عليها بعض المظاهرات التي عمت المنطقة لاسيما العربية فيها؟!..من منا كان يمكنه أن يرد على ما فعله نصارى حاقدون من محمد ودين محمد بشكل يقبله الله منه ويهدئ من ثورة الغضب الذي استعر في دواخلنا لحظة أن قام (موريس صادق) رئيس المجموعة القبطية في المهجر بالإعلان عنه وكأنه يعلن عن دعاية صابون أو منتج رخيص تافه يشبه صاحبه؟!.. لذا نقولها عفواً (محمد) الكريم لأننا حينما غضبنا كانت غضبة عمياء قتل فيها العربي أخاه العربي!..وحرق العربي سيارة جاره العربي أيضاً!..صرخنا صرخات الجاهلية في وجه السفارات الأميركية التي لاذ أصحابها بالفرار وتركوا لحكوماتنا مهمة الاعتذار!.. وهذا ما حصل فعلاً بعد أن عاد كل منا إلى بيته مرهقاً متعباً وقد أدى ما رآه واجباً وصحيحاً!.. لذا كان لابد أن يقول أكثرنا لم تكن هذه أبجدية المظاهرات التي كان يجب أن تكون عليه ولم يكن هذا الغضب الذي رغبنا أن يكتبه الله في سجل غيرتنا على رسوله الكريم الذي تناوله الرسامون برسومات كاريكاتورية سابقة وانتفضت الأمة عن بكرة أبيها تندد وتستنكر ورغم هذا لم يمتنع أحد عن الإساءة لنبينا الكريم والسبب نحن وليس هؤلاء فاقدي الدين والأخلاق!.. نحن من جعلنا أعداء الإسلام يتطاولون على رسولنا ولا يخشون من صيحات الغضب التي سمعوها منا سابقاً في حادثة الرسومات وليتجرأوا أكثر وينتجوا ويمثلوا فيلماً تافهاً جسدوا فيه رسولنا وزوجاته في ثلاث عشرة دقيقة كانت كفيلة بأن تهتز لها قلوبنا حزناً وغضباً على أنفسنا لأننا بتنا أمة لا تخيف أحداً ولا يخشاها أحد!..أمة كلما علا صوتها سرعان ما يخفت وكلما رفعت رأسها وجدت سيافاً أزرق العينين يجتثه من جسد هزيل لا يمكن أن يكون في يوم من الأيام ضمن صفوف الدفاع عن نبينا (محمد)!..أمة بشعوب يتنوع غضبها بتنوع ثقافتها، ففي اليمن زحف اليمنيون نحو السفارة الأميركية يعلوهم غضب شديد فكسروا وأحرقوا ودمروا دون تمييز أن ما يحرقونه كانت سيارات يمنية لمواطنين مثلهم ساقهم قدرهم لأن تكون مركباتهم بجانب السفارة!..وبعد كل هذا رفعوا علم (القاعدة)!! هذه كانت ثقافة الغضب اليمني الذي تعود على الغضب الأعمى وعلى لغة الفوضى التي مارسها منذ احتلال ساحة (التغرير) واعتبارها ثورة ربيع يمني يجني المواطنون ثماره على شكل تفجيرات تطلق أهازيجها المميتة هنا وهناك!..أما في مصر فالغضب لديهم كان غضباً قومياً ممتد من العروبة المزروعة في قلب كل مصري تمثل له القومية شيئاً لا يمكن التعدي على سموها في داخله ولذا كان غضباً قوياً جارفاً وممتداً حتى داخل السفارة الأميركية يريد التحطيم والتدمير وربما القتل وكله إلا رسول الله يا أميركان!.. وقس على هذا ما جرى وما حاولت بعض الشعوب العربية عمله من تعد على سفارات أميركا نتيجة الغضب العربي للفيلم المسيء للرسول عليه الصلاة والسلام وما حدث قبله من قتل السفير الأميركي وثلاثة من موظفي السفارة الأميركية في بنغازي الليبية التي تبنت القاعدة قتلهم اختناقاً لسبب يبدو بعيداً عن قصة الفيلم.. طيب وبعدين؟!.. أين الغضب الآن؟!..أين الشعوب الغاضبة والأصوات العالية والصراخ والعويل والنحيب والتهديد والوعيد وما إلى ذلك من مظاهر الغضب العربي الذي حل بالشعوب؟!.. نسينا؟!.. بالله عليكم قولوها ولا تترددوا!.. نعم نسينا ولم الخجل؟!..نسينا لأن النسيان من عادة كل عقل عربي منزو في معدة صاحبه يأكل فتشبع فترسل إشارة لهذا العقل بأن ينسى وينام!..نسينا حادثة الفيلم أو في طريقنا لنسيانه لأننا لو بقينا نتذكره لن نجدد في هوايتنا المحبوبة وهي الخروج للشارع ومعاودة الصراخ والهتاف والتنديد والتهديد!.. نسينا لأن من حق حكوماتنا الآن أن تقود بدورها التي يعقب أدوارنا وهو الاعتذار للبيت الأبيض من (همجيتنا) وتعويض الخسائر وبناء السفارات وتكثيف الحراسة وتعبئة خراطيم المياه بماكينات دفع أقوى لمن تسول له نفسه منا أن يتقدم شبراً واحداً لسفارات أميركا المنتشرة في كل دولة عربية!.. وحتى المظاهرة التي جرت في قطر كانت مظاهرة شكلية لأنها جرت يوم الجمعة حيث السفارة خالية إلا من الأمن والحراسات والجدران الصماء القوية ونقطة عبور لا يمكن لأحد تجاوزها إلى أبعد من ذلك وليعود الجميع إلى بيته وقد أدى المهمة ووفى وكفى وحدث مضى وانقضى!!.. لذا دعونا من أشكال هذه المظاهرات التي وإن نجحت في هدم العروش لأنظمة عربية بفعل التغذية التي تضخ في صفوفها لتكبر وتسعى للوصول لمبتغاها لكنها لا يمكن أن تنجح مع أميركا التي عبرت على لسان وزيرة خارجيتها العجوز هيلاري في أن الفيلم عبارة عن أحداث قبيحة ومثيرة للإشمئزاز ولا يمثل وجهة النظر الأميركية التي تحترم العقيدة الإسلامية وكل الديانات لكن عرض الفيلم يأتي من باب الحقوق المدنية التي يقرها الدستور الأميركي ومن حرية التعبير التي حتماً تغاضت عنها هيلاري حينما بدأ أميركيون سابقاً المضي في إنتاج وتصوير أحداث مؤسفة جرت في سجن أبوغريب العراقي الذي أنشأه الأميركان في بغداد عقب احتلالهم للعراق ومارسوا فيه كل أنواع الشذوذ والتعذيب والانحراف الخلقي لتوقفه الإدارة الأميركية وتجعل منه مشروعاً حبيس أذهان صانعيه فقط!.. وعليه، وفروا طاقاتكم التي تذهب عبثاً على شكل مظاهرات وهتافات وصراخ ولائحة مطالب وتوسلوا إلى الله أن يهب حكوماتنا ما هو أعلى من لغة الاعتذار التي صرح بها عبد ربه منصور اليمني صراحة من فوق الطاولة لأوباما ومررها مرسي المصري من تحتها لأوباما نفسه الذي استقبل أشكال الاعتذارات العربية المختلفة وكلها تؤكد لواشنطن وأعداء محمد أننا كلما صرخنا أصابت حلوقنا بعدها عدوى الصمت!.. فعفواً (محمد)! فاصلة أخيرة: في الأرض ِ مخلوقان إنسٌ — مثلنا — وأمريكان! ( أحمد مطر)