19 سبتمبر 2025
تسجيللقد أمرنا الله سبحانه وتعالى أن نتخذ من النبي صلى الله عليه وسلم الأسوة الحسنة، نقتدي به في كل ما يصدر عنه من هدى وإرشاد وتعليم وتهذيب "لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا"، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أدبه ربه فأحسن تأديبه وعلمه فأحسن تعليمه فصدرت منه آيات بينات وعظات بالغات وحكم خالدات ونصائح غاليات كان لها شأو بعيد وأثر حميد في تربية النفوس وإصلاحها وتقويم الأخلاق وتهذيبها وهو القائل: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق". وأمتنا الإسلامية حينما تقتدي برسول الله الكريم إنما تقتدي بأكرم وأعظم نبي شرف الوجود وملأ الكون رحمة وعدلا.. وأوجب الله تعالى علينا طاعته في كل أمر ونهي ونصح وتوجيه فقال تعالى: "وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب". ونحن للأسف الشديد.. وعبر وسائل إعلامنا خاصة التليفزيون والسينما نقصر في كثير من الأحيان في عدم نشر ديننا عبر تلك الوسائل بالشكل الأمثل.. نعم فالتليفزيون والسينما من أكبر الوسائل الإعلامية الجماهيرية التي نستطيع أن نبث من خلالها إنتاجا فنيا متميزا يتناول الرسول الكريم وسنته العظيمة ومكارم أخلاقه، فالناس في هذا العصر وكل عصر أحوج ما يكون للعمل بسنة رسول الله صلوات الله عليه وسلامه- وتعليمها لمن لا يعلمها، قال الرسول الكريم: " نضر الله أمرأ سمع منا شيئا فبلغه كما سمعه فرب مبلغ أوعى من سامع". والنضرة التي دعا بها النبي صلى الله عليه وسلم طالبا من الله عز وجل أن ينعم بها على أهل الحديث حسية ومعنوية.. أما الحسية فتتمثل في إشراقة الوجه وجماله ورونقه وبهائه، والمعنوية فتتمثل في الفصاحة واللباقة وقوة الحجة. ونحن نستطيع أن نقدم ديننا الحنيف كأفضل ما يكون من خلال الأفلام والاتصال الجماهيري.. لقد جاء القرآن الكريم ليربي أمة وينشئ مجتمعا ويقيم نظاما والتربية تحتاج إلى زمن وإلى تأثر وانفعال بالكلمة وإلى حركة تترجم التأثر والانفعال إلى واقع.. نحن مازلنا للأسف الشديد في الإنتاج الدرامي لا نقدم إسلامنا كما يجب ومن ثم استطاع البعض أن ينتهز الفرصة ليقدم فليما مسيئا للرسول الكريم صلوات الله عليه وسلامه والذي يعتبر حلقة جديدة في مسلسل العداء المستمر للإسلام ولرسوله في الغرب.. لابد يا سادة من مواجهة مثل هذا الفيلم بأفلام تعرف الناس بحقيقة الإسلام ورسوله الكريم وترجمة ودبلجة مثل هذه الأفلام وعرضها في أوروبا وأمريكا حتى يعرف من لا يعرف سماحة الدين الإسلامي ومنع تكرار ذلك مستقبلا.