20 سبتمبر 2025

تسجيل

أبناء القطريات والزيادة

19 سبتمبر 2011

يعيشون معنا وتربوا على هذه الأرض الطيبة، يفرحهم ما يفرحنا ويحزنهم ما يحزننا. القانون يعتبرهم أجانب وهم لايعترفون بغير قطر موطنا، فبها درسوا، وعاشوا، وترعرعوا، ويقدمون فيها خدمات جليلة منذ عشرات السنين، وتحضنهم أمهم الصغيرة القطرية الأصل ويحفهم أخوالهم المواطنون، وما يفتقدونه هو حنان أمهم الكبيرة قطر، وعطفها عليهم وألا يظلوا منسيين، فتارة يعاملون كقطريين، وتارة أخرى كأجانب، فهم ينظرون إلى قرنائهم وتحتبس الدموع في أعينهم ويحدوهم الأمل بأن ينظر إليهم بعين العطف والاعتبار في المكرمة الأميرية السامية وزيادة رواتبهم. مثل ذلك ينطبق أيضا على أصحاب الوثائق القطرية، فمنهم من تعدى الخمسين سنة وهم قطريون من داخل أنفسهم ووجدانهم وجميع جوارحهم ولكن لا تسعفهم وثائقهم ليأخذوا حقوق المواطنة الكاملة امام المجتمع الخارجي، فهل هناك سبيل لزيادتهم كإخوانهم القطريين؟ وكم سنكون سعداء لو اهتم القطاع الخاص برفع معنويات موظفيه بما يتماشى مع الأجواء الجميلة التي تعم البلاد ورفع معدلات رواتب موظفيه، خاصة أن الكثير من شركاته ومؤسساته للحكومة نصيب كبير من أسهمها واستثماراتها والكل يعرف دور شركات الغاز والاتصال والبنوك وغيرها من المؤسسات المختلفة والنسب الكبيرة من القطريين فيها، ورفع تلك المعدلات يؤدي إلى استقرار العمل وزيادة الفاعلية وبذلك تعم الفرحة كل المجتمع القطري بأطيافة المختلفة. ولن نشعر بحلاوة الزيادة، إلا ان استطاعت إدارة حماية المستهلك أن تضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه استغلال فرحة المواطنين ورفع الأسعار دون مبرر وتحطيم آمالهم وامنياتهم الجميلة. وفي نفس الوقت لنا رجاء حار بالوزارات والإدارات الحكومية والمؤسسات المختلفة التي تقدم خدماتها للمواطنين بشكل مباشر أن تهتم بعدم تخطي حاجز الحلم الوردي الذي يعيشه الإنسان القطري وترفع تكاليف خدماتها دون وجه حق، فلا نريد مفاجآت في خدمات الداخلية، كالتأشيرات والإقامات واصدار وتجديد الجوازات والبطاقات الشخصية ولا نريد ارتفاعات أكثر في قيم المخالفات المرورية، لأننا تعدينا المستويات العالمية، ولا أي زيادات أخرى في أي مجال لدى المؤسسات أو الإدارات مهما كان نوعها، فنحن قد نجد بديلا في حال رفع أسعار المواد التموينية والاستهلاكية، إما بتركها أو السفر إلى الأحساء وأخذ تموين شهر كامل أو بمساعدة حماية المستهلك ولكن لن نجد بديلا إذا ارتفعت أسعار الخدمات التي لابد لنا منها ولا تستطيع حماية المستهلك فعل شيء لها. وبما اننا بصدد استلام تلك الزيادة مع نهاية هذا الشهر بإذن الله، فيجب علينا ألا ننسى شكر الله سبحانه وتعالى على هذه النعمة وشكر سمو الأمير وولي عهده الأمين وان ندعو لهما بالصحة والعافية وطول العمر وان يحفظهما الله ويجعلهما ذخرا لنا وان يجعل الفردوس الأعلى من الجنة دارهما في الآخرة. وكذلك أن نصلي ركعتين حمدا وشكرا وأن نتصدق ولو بمبلغ بسيط من أول راتب نتسلمه على الفقراء والمحتاجين حتى تزيد النعمة ويحفظها الله لنا من الزوال.