06 أكتوبر 2025

تسجيل

فن محادثة الزوج

19 أغسطس 2013

الرجل يشعر عادة بالهجوم والاعتداء عليه عندما تبدا زوجته بالشكوى والحديث عن مشكلاتها ومشاعرها، فهو يستنتج انها تلومه على هذه المشكلات والمشاعر. والحقيقة انه يغيب عن معظم الرجال ان المراة تحتاج للحديث عن مشكلاتها ومشاعرها ومن دون ان تقصد لوم الزوج او عتابه. ويمكن للمراة من خلال الممارسة والتدريب ان تتعلم كيف تحقق حاجتها بالحديث عن الصعوبات والمشاعر، ولكن من غير ان تُشعر الرجل باللوم او العتاب. يجب على كل زوجة ان تتعلم مثلا كيف يمكن ان تطمئن الرجل الى انها لا تقصد لومه على هذه الصعوبات، ويمكنها ان تقول له مثلا: كم اشعر بالراحة لمجرد الحديث معك عن هذه المشكلات، كم يسعدني ان استطيع الكلام معك، انني اشعر الان بالارتياح بعد ان تحدثت لك عن ذلك، فشكرا لك لانك استمعت الي، اعرف انك لست انتَ السبب، الا اني اود الحديث في الامر. واذا ادركت المراة كم يكون لمثل هذه العبارات البسيطة من تاثير كبير في تغيير دفة الحديث، لحرصت على الابتكار والتجديد فيها كل فترة، لكي تضمن ان حديثها الى زوجها سيصبح اكثر ايجابية وقبولا من قبل الزوجين معا. ويمكن للزوجة كذلك ان تحاول خلال حديثها ادخال بعض العبارات التي تنم عن تقديرها للجهود التي يبذلها زوجها من اجلها، فاذا كانت مثلا تشتكي من الاعمال المنزلية التي تقوم بها، فيمكنها ان تعبر له عن تقديرها للمساعدة التي يقدمها اليها في اعمال المنزل، وتشكره مثلا عن عمل قام به منذ مدة قريبة، وكيف سرّها هذا العمل. ولا تحتاج المرأة لتغيير طبيعتها فتمتنع عن الحديث عن مشكلاتها ومشاعرها، او تمتنع عن التشكي لمجرد ان توافق ما يريده الرجل، فليس هذا بالامر السليم لها، وانما عليها ان تحاول ان تعدّل بعض الشيء طبيعة الحديث لكي لا تُشعر الرجل بالتهجم او اللوم على هذه المشكلات، وذلك من خلال ادخال التغييرات البسيطة وتبذل قصارى جهدها لكي تنتقي افضل وانسب العبارات. وينبغي على الزوجة كذلك الا تفترض ان الرجل يدرك دوما انها تقدر ما يبذله ويقدمه من جهد من اجلها، فقد يوجد عند كثير من النساء مثل هذا الافتراض، ولذلك فهن لا يخبرن الرجل بتقدير جهوده وخدماته، والحقيقة ان الرجل يحتاج دوما ان يشعر بان زوجته تدرك وتقدر مساعيه وخدماته. واذا شعرت الزوجة بانها منزعجة من امر ما صدر من زوجها وانها تريد عتابه او انتقاده، الا انها لسبب ما لا تجد ان الوقت مناسب لمثل هذا الحديث معه، فيمكنها عندها ان تتحدث لصديقة او قريبة، لتحاول الحصول على التأييد والتشجيع الذي تحتاج وعندما تشعر ببعض الهدوء والايجابية والمحبة يمكنها ان تتحدث مع زوجها لمشاركته مشاعرها. وعندما تعود الى زوجها وتبدأ في الحديث معه عليها ان تمتلك استراتيجية ناجحة تختلف باختلاف مجموعة من المتغيرات، فحالة الزوج النفسية والذهنية والبدنية لابد ان تكون ضمن المعايير التي تراعيها الزوجة، فقد يكون الوقت غير مناسب ان تبثه شجونها بسبب ما يعانيه من ضغوط في العمل او مشكلات مع الاسرة.