14 سبتمبر 2025

تسجيل

واإسلاماه

19 أغسطس 2011

الدول العربية لم تستوعب الدرس ولم تفهم المخطط الكبير الذي يحاك ضدّها يصعب تفسير الموقف المهين المشين للدول العربية والإسلامية - باستثناء موقف تركيا - وبما فيها دول الخليج العربية الذي وقفته تجاه مايحدث في سوريا في أرض الشام من قتل وتشريد لشعب سوريا الذي خرج مطالباً بالحرية والثورة على نظام الفساد والاستعباد من نظام البعثي بشار الأسد الذي يبدو وكأنه لا يعبأ بأحد ولا يجرؤ على إيقافه أحد، خاصة عندما وجد هذا الصمت المطبق على جرائمه وأفعاله التي تدلل بلاشك بأنه متجذر في الإجرام، كيف لا وهو يحذو حذو والده حافظ الأسد الذي فعل الأفاعيل وارتكب الأهوال في أهل حمص وحماه وفي سائر سوريا .. لا لشيء إلا أنهم أرادوا أن يمارسوا حريّتهم في عبادة ربّهم والتمسك بدينهم ولكنه أراد لهم خلاف ذلك وظنّ ابنه بغبائه إن سكوت شعبه طوال هذه السنين إنما هو دليل على وأد الدين في أنفسهم وذوبان شخصيتهم الإسلامية واضمحلال شعائر دينهم فما لبث أن رأى صحوة من جديد قيّظت مضجعه وأرّقته فاستعان بجنوده وأنصاره في إيران ولبنان والعراق ليعينوه على قتل شعبه، فوجد استجابة سريعة من ايران ومن حزب الله تؤيده على خنق شعبه بل وقتلهم دون رحمة، انتقاماً وحقداً على كل مامن شأنه أن يرفع من كلمة الإسلام ويطمس راية الشرك والكفر بالله. هذا الموقف المعيب من الدول العربية والإسلامية – باستثناء تركيا مجدداً – لا أجد له تفسيراً إلا انعدام الإحساس بالغيرة أو بالمسؤولية الدينية والوطنية والقومية من حكام ورجال السياسة في تلك الدول التي اتخذت موقف المتفرج الذي جلس متكئاً على أريكته الوثيرة ليشاهد فيلماً مرعباً بطله الرئيس بشار الأسد وضحاياه الشعب السوري فأخذ يتفرج منذ بداية الفيلم حتى ازدادت وتيرة المشاهد عنفاً وقتلاً وسفكاً للدماء وتنكيلاً للجثث بوحشية كوحشية التتار والمغول، ولكنه لم يتفاعل مع ذلك كلّه ولكنه عدّل من جلسته قليلاً وأخذ يشرب المزيد من الكوكا كولا الأمريكية ويأكل المزيد والمزيد من البوب كورن الأمريكي ويعقبه بالمزيد والمزيد من البرجر من أشهى المطاعم الأمريكية، في بلادة تامّة لا تنطبق إلا على الموتى الذين لا يشعرون أو يشعرون فلا يملكون التحرك من مكانهم. إن موقف تركيا وعلى الرغم من أن البعض يقلل من شأن موقفها ويزدريه بل وينتقده بكل سذاجة، إن موقفها ليس هو الموقف المطلوب في مثل هذه الحالة وإنما هو على أقل تقدير، موقف رجولي إنساني سريع ومتأثر لما يجري من انتهاكات لا يزال يعاني منها شعب عربي مسلم على أرض الشام، وما المواقف العربية الأخرى إلا مواقف لا ترتقي إلى الموقف الرجولي البطولي الذي نأمله ولا نزال نأمله من حكام الدول العربية على الرغم من بلوغنا لمرحلة اليأس من تحركهم أخذاً بالمثل المعروف " الضرب في الميت حرام ". لقد شعرت بأننا حيال ارتكاب هذه الجرائم من قبل هذا الطاغية المستبد في شعبه، شعرت بأننا لا نملك قوى سياسية لا عربية ولا إسلامية قادرة بأن تدافع عنا في يوم من الأيام، فالذي يتفرج على مجرم كهذا ولا يملك أن يقول له شيئاً أو ينهره أو يزجره ، حريّ به أن يتفرج على الدوام فلا يرتجى منه أن يفزع لمنكوب أو أن يغيث ملهوف حتى وان استجاره أو استعان به، بخلاف ما كانت تفعل العرب قديماً عندما كانت تُهيب بقدر المستغيث والملهوف والمنكوب فترفع قدره وتُعِزّ مكانه وتُجل شأنه وتأخذ حقّه. إن امرأة وصلت استغاثتها بمقولتها ( وا معتصماه .. وا إسلاماه ) للخليفة المعتصم بأنها وقعت في أسر الروم وطلبت نجدته عندما دخلت جيوش الروم إلى الشام فما كان منه إلا أن خرج على رأس جيشه آخذاً بثأرها وبثأر المسلمين ممن انتهكت حرماتهم وسلبت ديارهم، مستنصراً لدينه ولإخوانه في الإسلام من جيوش الكفر والضلال، وهانحن نرى ونسمع منذ شهور مئات وآلاف الجرائم ترتكب على مرأى ومسمع من جميع الحكام العرب من هذا الجيش البربري التتري المغولي بقيادة المجرم السفّاح بشار الأسد الذي يفعل فعل الروم والصليبيين بل واليهود في شعبه دون أن يتحرك لإيقافه أحد من "المتفرجين". إن دول الخليج العربية وغيرها من دول العالم العربي والإسلامي يبدو أنها لم تستوعب الدرس الذي لا تزال تجري أحداثه في العالم العربي والإسلامي، ولم يفهموا المخطط الكبير الذي يحاك ضدّهم من قبل أعداء الأمة الخارجيين والداخليين، وبالأخص بعد ماجرى من أحداث في البحرين، حيث تجلى بشكل قطعي المخطط السرطاني الذي ترمي إليه إيران بتوسعها شرقاً وغرباً، شمالاً وجنوباً من أجل إزالة الكيانات المعادية لها وإطاحتها كحكومات وإبادتها كشعوب مسلمة، ففي حين تجلّى لنا هدفهم بالتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية من أجل إطاحة كيانات دول الخليج كحكومات وإبداتها كشعوب من أجل اقتسام الثروات، فتستحوذ الولايات المتحدة على المزيد من البترول والغاز وتستحوذ إيران على المزيد من التوسع في الخليج تمكيناً لها من أجل استئصال جذور الإسلام في مهده وإقامة الشرك الأكبر على أرض الجزيرة كما تفعل إيران على أرضها ولاتزال. لو كانت دول الخليج تعي ذلك الدرس لانتبهت وتجمعّت في موقف واحد إزاء كل ما يجري وشاركت تركيا موقفها الإيجابي وتحركت بشكل سريع وقوي لا كما فعلوا بتلكؤ واضح واستحياء تام في قضية سحب السفراء الذي أصبح أمراً اعتيادياً لايجدي نفعاً مع طاغية كبشار الأسد أو كمعمر القذافي، بل وللأسف الشديد اتخذت بعض دول الخليج موقفاً مناهضاً لأهل السنة والجماعة وزجّت إحدى دول الخليج بمئات وآلاف الدعاة في السجون بينما جلبت دولة خليجية أخرى شركة أمنية أمريكية لمساعدتها على اجتثاث ومراقبة كل من تصنّفه – أي الشركة الأمنية - من الأصوليين أو الإرهابيين أو غيرها من الألفاظ الكاذبة، وفي الكويت يوقف عن الخطابة لمدة أربعة أشهر الشيخ نبيل العوضي نظراً لتكلمه عن النظام السوري، أما في قطر فنستضيف مقتدى الصدر بل ونتيح له الفرصة ليقف موقف الواعظ في جامع عمر بن الخطاب دون النظر إلى جرائمه وأفعاله في أهل السنة في العراق ودون الالتفات لمشاعر أهلنا في البحرين التي لم تبرأ بعد، كل ذلك يُشكّل في النهاية غياباً للتعاون والإدراك بضرورة التحرك قبل أن تحل بنا المزيد من الجرائم وتحاك ضدنا المزيد من المخططات.. فلا مجيب وقتها لنداءاتنا ولا لصرخاتنا .. حتى وإن صرخنا .. ( وا إسلاماه ).