أبناء القطريات

أين هي أولوية أبناء القطريات في جميع قطاعات الدولة المختلفة؟ لا يزال هؤلاء الأبناء يعاملون كالأجانب ولا توجد لديهم أي امتيازات سوى قشور بسيطة لدى البعض وتلك لا تسمن ولا تغني من جوع. كان الأجدر الاهتمام بتلك الفئة أبناء هذا الوطن.. نعم هم كذلك فقد تربوا وعاشوا على هذه الأرض وارتوا من حنانها وحنان أمهم القطرية. الأجانب لديهم أوطان والكثير منهم هنا للإقامة المؤقتة حسب العمل، وأبناء القطريات لديهم مسمى أوطان ولكن لديهم أماً حقيقية قطرية وأخوالا قطريين وجماعات ومعارف وانتماء وحبا وعشقا لهذه الأرض الطيبة، فيجب أن نفرق في المعاملة بينهم وبين المقيم للعمل ومن باب أولى أن يجد مثل هؤلاء الفرصة الكافية للعمل وتقديم الحب والعطاء لهذا البلد الذي عاشوا فيه طوال سنين حياتهم. إحدى الأخوات من أم قطرية وأب خليجي قد تزوجته أمها بسبب القرابة بين الشعوب الخليجية فيمكن أن يكون لك قريب في السعودية أو الكويت أو البحرين أو الإمارات.. تقول لقد ولدت وعشت هنا ولا تعرف عن بلد أبيها أي شيء سوى الجواز الذي يتجدد كل عشر سنوات ويرسل لها بالبريد فبعد أن تفوقت في دراستها في جامعة قطر وتخرجت قبل ثلاث سنوات حتى الآن لم تجد عمل!، ونحن نرى طوابير غير القطريين يعملون في كل مكان. فهل يعقل يا سادة يا كرام ألا يجد أبناء القطريات عملا وهم الذين لا يعلمون عن بلد أبيهم أي شيء وماذا يفعلون لو أنهم لا يستطيعون أن يسافروا لهذا البلد وماذا لو أن أباهم ترك أمهم وتبرأ منهم، مثل هذه الفتاة وغيرها من أبناء القطريات بحاجة إلى أمهم الكبرى قطر أن تحن عليهم وتعطيهم شيئاً من الاهتمام. فإذا كان شرط التوظيف المعنوي والأسمى لدى البعض بأولوية القطريين فإنني أرى بأن يحكم هذا الشرط ترتيب معين، فمثلا يجب أن تكون الوظائف بعد القطريين لأبناء القطريات ومن ثم لمن أمضى في البلد فترة طويلة ممن كان لهم عمر طويل في خدمة وحب قطر وكل جنسية عمرت هنا هي وأبناؤها، والخليجين ممن مكثوا سنوات عديدة في قطر ثم من أمضى عشر سنين.. الخ حسب التدريج. فأتمنى أن نرى شرط الأولوية صارما للقطريين ومن بعدهم أبناء القطريات وأبناء القطريين وممن ولد على هذه الأرض وما زال يعيش بها. [email protected]