08 نوفمبر 2025

تسجيل

فوضى دموية عراقية مرعبة...؟

19 يوليو 2014

ما يحصل من نزف دموي شعبي في العراق هو أمر يندى له جبين الإنسانية ، ويقف أمامه المرء حائرا و متسائلا حول السبيل لنهاية ذلك النفق العراقي المظلم الموحش الذي دخله العراق بعد حروب أهلية و طائفية مروعة إختلطت معها الأوراق ، وتداخلت القيم والأفكار الوطنية والقومية بالرؤى الطائفية والعنصرية حتى تحول العراق لأكبر مسرح وميدان للسوداوية الدموية الرثة و لمعارك التاريخ المندرسة ولثارات قريش التي تناسلت و تضخمت حتى أضحت عبئا ثقيلا يرزح تحت أغلاله و ظلاله السوداء الشعب العراقي. ففي عز معركة تقرير مستقبل العراق برزت الجماعات الإرهابية التي لا تجد سوى الدم كتعريف فظ لهويتها و تحول الإنسان العراقي لأبخس وأرخص رأسمال ، بل وتحول قتل الإنسان العراقي ليكون هواية مفضلة لدى ميليشيات الرذيلة الطائفية التي باتت تهجم بكواتم الصوت على بيوت الآمنين ، وتقتل الأبرياء بالشبهة ، وتفرض قوانينها العمياء بعيدا عن أية رقابة رسمية لدولة قد تهاوت أو حتى بقية من ضمير أو خوف من الله سبحانه و تعالى. فمناظر الجثث المتراكمة بفعل كواتم الصوت قد أضحت هي القاعدة في العراق وأضحى الهدوء والسلام الأهلي و الطائفي هو الإستثناء!. وقتل العشرات من النساء العراقيات مؤخرا في منطقة زيونة شرقي بغداد والتي تهيمن عليها الميليشيات الطائفية التابعة للسلطة المتهاوية لم تعد تثير غيرة وحمية نواب البرلمان العراقي الجديد الذي أشهر إفلاسه منذ لحظاته الأولى، بعد أن فشل مرات عديدة ومتوالية في الإتفاق على الرئاسات الثلاث والذي يبدو أن المحاصصة الطائفية ستستمر وتكرس الفشل العراقي الكبير . ويبدو انه لا وجود لكفاءات وطنية عراقية حقيقية تنتشل العراق من أزماته التاريخية ، بل ستظل الصيغة (اللبنانية) المعروفة منذ عام 1943 هي المعتمدة في عراق ما بعد الإحتلال وحيث الرئاسة للأكراد والوزارة الأولى للشيعة والبرلمان للسنة!! . وهذه الصيغة هي تكريس فظ لمنطق التقسيم على أسس مذهبية وعرقية كانت متبعة رسميا منذ عام 2005 ولم تورث للعراق سوى المصائب والكوارث وتحويل العراق لدولة فاشلة بإمتياز تزحف على بطنها وهي تكرر أخطائها ورزاياها و لتستمر موجات الدم الشعبي المراق في ظل إنسداد حقيقي لأفق أي حلول وطنية حقيقية. الحقائق الميدانية تقول إن تراكم جثث الشباب العراقي بسبب معارك الفلوجة و الأنبار وتكريت وسامراء والموصل قد أنتج وضعا كارثيا يهدد بالإنفجار الشعبي. ففي ظل تكالب المالكي وجماعته على السلطة تستمر فوضى الفتاوى الدموية ، و تزداد مجالات الإحتقان الطائفي الكرية، فيما تتزايد حملات الشحن والتجييش الطائفي في ظل الخوف من إجتياح العشائر العراقية وأشباح داعش للعاصمة بغداد التي قدر لها أن تعيش تداعيات الحروب المتواصلة ومآسيها المروعة. كل شيء في العراق اليوم يبدو مرتبكا بعد تصاعد الصراعات البينية بين المكونات العراقية نفسها والتي تنذر بإنفجار عراقي شامل لن تقتصر نتائجه المرعبة على الداخل العراقي فقط بل ستتطاير الشظايا للمحيط المجاور. ويل للمنطقة من شرور مروعة قد إقتربت تداعياتها مالم يتم الإمساك بزمام الموقف ونزع فتيل الإنفجار الكبير ، وكان الله في عون الشعوب المغلوبة على أمرها وهي تصارع البلوى ونتائج حكم الطغاة والجهلة والطائفيين.