13 سبتمبر 2025
تسجيلجميع تصرفات الكيان الصهيوني فاضحة للعجز العربي، وذلك يعني أننا نتحمل بصورة نسبية مسؤولية جزء من جرائمها كالتي تحدث في غزة حاليا، وهي العادة الإجرامية التي ظلت تقوم بها منذ استقلال القطاع عن سلطتها، بحيث ترسل الصواريخ والطائرات وتجتاج بالدبابات كل فترة وأخرى، فتهدم البيوت على رؤوس أصحابها وعقب انقشاع الغبار نحصل على صور أشلاء الأطفال والأمهات والشيوخ، ومبان مدمرة وخدمات مقطوعة وزروع يتم اقتلاعها.الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على القطاع تتطلب منا أقل الواجب الأخلاقي بإدانتها والتعبير عن تعارضها مع مبادئ حقوق الإنسان وتماسها مع معايير الأمم المتحدة لجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية بحسب المفوضة العليا للأمم المتحدة لحقوق الإنسان نافي بيلاي، وهي جرائم غير قابلة للتبرير، لأن التبرير يخدم العدو وليس الضحايا، ومؤسف أن يبادر الى ذلك بتغطية هذا الإجرام بتحميل حركة حماس مسؤولية هذه الاعتداءات.تحميل حماس مسؤولية ما يجري بمثابة هروب للأمام من استحقاقات الوقوف بجانب الضحايا، وليس منا كعرب من هو بحاجة إلى إسرائيل حتى يدعمها معنويا بتبريرات غير واقعية تمثل انتكاسة لضميرنا العربي الذي يقف بجانب المظلوم ضد الظالم، إننا نخدم العدو مجانا دون أن يتوقع ذلك حين نتغافل عن الحقائق على الأرض ونتعاطى مع أسلوب الدعاية أو البروباجندا المضللة التي تصوّر حركة حماس بادئة بالعدوان وتستحق ما يجري.في الحقيقة لم تبدأ حماس أو تختار هذه الحرب، وفلاش باك تحت الشمس يرينا أن العدو الصهيوني استغل حادثة اختطاف المستوطنين الثلاثة والعثور عليهم مقتولين ليبدأ حملة وحشية ضد سكان قطاع غزة، دون أن يتعامل مع الواقعة في مسارها الجنائي الطبيعي، ولم تبدأ حماس رد فعلها بإطلاق صواريخها إلا بعد ثلاثة أيام من القصف الإسرائيلي، ولذلك من المعيب أن يبني بعضنا مواقفه بصورة غير واقعية وتحتمل مجافاة للحقيقة تستجيب للفوضى الإعلامية والأخلاقية التي تكرسها آلة الدعاية الصهيونية، ونصبح حين ننحاز الى تحميل حماس مسؤولية هذا الموت البشع وليس إسرائيل، مكشوفين أخلاقيا ومتناقضين وغير منطقيين.من المؤسف أن ننظر إلى كل هذه الحرب والفوضى الإنسانية من منظور أحادي ضيق، هو غير أخلاقي تماما، فيا هؤلاء الذين يبررون ويشوهون المقاومة، انتصاركم لإسرائيل عار عليكم، وجلدكم لحماس لا يتوقع أن يهزمها لأنها تمتلك إرادة المقاومة، فقط انظروا لصور الضحايا الأطفال، الموتى والأيتام، وحينها لن تلتمسوا عذرا لبني صهيون، وإن حدث ذلك فأنتم وهم سواء.