17 سبتمبر 2025

تسجيل

خلاف مشروع وتفرق مذموم

19 يوليو 2014

مشكلة الأمة في تضييع الأمور المتفق عليها من جميع مذاهبها ومدارسها وفي تعطيل الشريعة وانهيار الأخلاق وتجميد الفكر وأمانة الحقوق، فهي ليست فيمن يؤول آيات الصفات.. وإن مذهب السلف أرجح وأسلم ـ بل في الذي ينكر الذات والصفات جميعاً من عبيد الفكر المستورد من الغرب أو الشرق، وليست فيمن يؤول آية الاستواء على العرش بل فيمن يجحد العرش ورب العرش معاً.ومن هنا كان الواجب على دعاة الإسلام الواعين أن ينبهوا على التركيز على مواطن الاتفاق قبل كل شيء، فإن هذا التعاون فريضة شرعية يوجبها الدين، وضرورة واقعية يحتمها الواقع الذي تمر به الأمة.وأعتقد أن ما نتفق عليه ليس بالشيء الهين ولا القليل، إنه يحتاج منا إلى جهود لا تتوقف، وعمل لا يكل، وإرادة لا تعرف الوهن يحتاج منا إلى عقول ذكية وعزائم قوية وأنفس أبية وطاقات بناءة.. حرام على الجهات الإسلامية أن تعترك فيما بينها على الجزئيات وتدع تلك الثغرات الهائلة دون أن تسدها بكتائب المؤمنين الصادقين. وحقاً فإن الثوابت لهذا الدين كثيرة وهي مشتركة بين جميع الجماعات والمذاهب الإسلامية، في مجال أصول العقيدة، والقيم والأخلاق، وفي أصول المعاملات والفروع، وفي عالم السياسة، وفي التحديات التي تواجه الأمة، مثل تحدي الإلحاد والكفر والعلمانية، وتحدي الغزو الثقافي والفكري، وتحدي التغريب والتمييع، وتحدي الاستكبار العالمي، والحروب الصليبية الجديدة، وتحدي الهجمات الصهيونية على المسلمين واحتلالها لفلسطين ودرتها القدس الشريف، والهجمات الوثنية في كشمير، والهجمات الصليبية والإلحادية في الشيشان وفلبين؟ فما أحوجنا إلى التوحد والتعاون والتكامل، وتوزيع الأدوار، والقبول بالبعض، والاجتماع على ما يجمعنا من الثوابت والمواقف السياسية، وعدم إثارة الاختلافات، وبالأخص في هذا العصر الذي تكالبت علينا الأعداء وتداعت كما تداعت الأكلة على قصعتها.فهل نستوعب الدرس؟ ونحسّ بخطورة الموقف؟ ونترك حظوظ النفس؟ وندع الحزبية الضيقة إلى ساحة الإسلام الواسعة، إلى منهج السلف في التيسير في الأحكام، والتبشير في الدعوة، وفي تحمل البعض، والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، والجدال بالتي هي أحسن؟ هذا ما أرجوه وأسأل الله تعالى أن يجمع هذه الأمة على كل ما يحقق عزتها وكرامتها وتقدمها وازدهارها.