12 سبتمبر 2025

تسجيل

تواضعه صلى الله عليه وسلم

19 يوليو 2014

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); النبي ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ أشرف الخلق وأحبهم إلى الله ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ شهد بعظمته القريب والبعيد، والعدو والصديق، فكم بذل في سبيل دعوته! وكم قدم رغبة في نشر رسالته! وكم كانت ساعات نهاره عطاءً وجهادًا، ودعوة وإرشادًا! وكيف صارت ساعات ليله ركوعًا وسجودًا، وابتهالاً وخشية؟!ومع ذلك نجده ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ حاملاً لواء التواضع، متمسكًا بأركان نكران الذات، لا تعرف مظاهر الكبرياء إليه سبيلا، ولا يجد العجب في قلبه مسلكًا.أعلم النبي ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ أمته بأمر جلل، وذلك ليتأهب كل امرئ بما هو قادم عليه من البعث والحساب، فلم يتخذ النبي ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ كونه رسولاً ونبيًا سببًا في الأمن من مكر الله، أو الاطمئنان إلى حسن العاقبة، بل ظل ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ بين عمل ووجل، وطاعة وخشية إلى أن جاءه اليقين، وأجاب نداء ربه، فقال:(والله، إني لرسول الله، وما أدري ما يفعل بي). أحمد.وقد أتى النبيَّ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ رجلٌ يكلمه في حاجة، مستشعرًا هيبة النبي وعظمته، متهيبًا من شخصه ومكانته، فجعل ترعد فرائصه، فقال له: (هون عليك، فإني لست بملك، إنما أنا ابن امرأة كانت تأكل القديد). الحاكم في المستدرك.وفي غزوة بدر الكبرى تجسد التواضع عند قائد الجيش، وحاكم المدينة، وإمام المتقين، فقد كان المسلمون يتعاقبون: كل ثلاثة على بعير، و(كان أبو لبابة وعلي بن أبي طالب زميلي رسول الله ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ قال: وكانت عقبة رسول الله ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .. فقالا: نحن نمشي عنك. فقال: ما أنتما بأقوى مني، ولا أنا بأغنى عن الأجر منكما).أحمد.ولم يفرض رسول الله ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ لنفسه هالات التعظيم، ولا أكره رعيته على إظهار الولاء بصورة الوقوف عند قدومه وذهابه، أو الانحناء عند الحديث معه، فقد كان أصحابه ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ ـ(إذا رأوه لم يقوموا، لما يعلمون من كراهيته لذلك). الترمذي.ولم يكن النبي ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ ليأنف أن يسير بين الرعية كأحدهم؛ بل إن شئت أن تقول كأقلهم، تقول عنه أم المؤمنين عائشة ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا:(كان بشرًا من البشر: يفلي ثوبه، ويحلب شاته، ويخدم نفسه). البخاري وأحمد، ويقول عبدالله بن أبي أوفى عنه:(ولا يأنف أن يمشي مع الأرملة والمسكين فيقضي له الحاجة). النسائي ويقول أنس بن مالك – رضي الله عنه -:(كان رسول الله ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ يعود المريض ويشهد الجنازة، ويركب الحمار، ويجيب دعوة العبد). الترمذي، وقد (حج النبي ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ على رحل رثٍّ وقطيفة تساوي أربعة دراهم أو لا تساوي، ثم قال: اللهم حجة لا رياء فيها ولا سمعة). ابن ماجهو(رأى النبي ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ نخامة في القبلة، فشق ذلك عليه حتى رُئي في وجهه، فقام فحكها بيده). البخاري، ومسلم.وكان رسول الله ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ حسن المعشر (إذا استقبله الرجل فصافحه، لا ينزع يده من يده، حتى يكون الرجل الذي ينزع، ولا يصرف وجهه عن وجهه، حتى يكون الرجل هو الذي يصرفه). الترمذيو(إن كانت الأمة من إماء المدينة لتأخذ بيد النبي، فتنطلق به حيث شاءت). البخاري وعن أنس ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ـ (أن امرأة كان في عقلها شيء، فقالت: يا رسول الله إن لي إليك حاجة، فقال: يا أم فلان، انظري أي السكك شئت حتى أقضي لك حاجتك، فخلا معها في بعض الطرق، حتى فرغت من حاجتها). مسلمكما أنه ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ لم يحتجب من رعيته، ولا أقام الحراسات الخاصة حول مقر إقامته!!، ولم يتخذ حاجبًا أو بوابًا لينتقي من يدخل عليه ممن لا يسمح له بالدخول، فقد (مر النبي ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ بامرأة تبكي عند قبرٍ فقال: اتقي الله واصبري، قالت: إليك عني، فإنك لم تصب بمصيبتي ـ ولم تعرفه ـ فقيل لها: إنه النبي ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ فأتت باب النبي ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ فلم تجد عنده بوابين).