16 سبتمبر 2025

تسجيل

انتشار الإباحية

19 يوليو 2014

إن المسلم اجتماعي بطبعه يحب الناس ويحبه الناس لذا فله خصوصية خاصة في شهر رمضان وهو صائم، فتجده كثير العطاء لأن يستثمر أيام رمضان المباركة في كل خير، فهو صاحب الأيادي الطيبة التي تنفق من عطاء الله تعالى كالمياه العذبة تنساب على الأرض العطشى لتعود الحياة إليها وتزهر وردا لتغدو طاقة وسعادة بعطاءات مباركة على بيوت اغتمت بدموع حارقة لتحول نفوس ساكنيها إلى طمأنينة، ولكي لا تنغلق النفوس وتحتجب عن المشاركة الوجدانية في المجتمع ولكيلا تجف ينابيع الخير والرحمة والتعاطف لذلك حذرها من السلبية والانغلاق، فلقد أراد الله للمسلم أن يكون عنصرا بناء فيه منفعة وخير لمجتمعه يفيض دوما بخيره على الناس وبذلك ضمن مشاركة جميع الأفراد في بناء المجتمع وخدمته وتحسينه، وأدخل على قلوب أبنائه جميعا الراحة والسرور، والابتهاج بهذه المشاركة التي ترد الإنسان اعتباره وتحفظ كرامته وتحقق مثوبته عند الله عز وجل، هذه هي طبيعة المسلمين الذين يسعون للصلاح والإصلاح، ولكن للأسف الشديد هناك زمرة من الناس تندرج نحو الشهوات والملذات خاصة مع التقنية الحديثة، فيتطلعون على العورات ويؤذون الناس ويتناقلون كل ما هو باطل ومحرم، فتنتشر الإباحية وتنطلق النفوس الخبيثة في فضاء ملوث وما ذاك إلا آفة جديدة من آفات التواصل، لقد خلق الله الكون وجعل له ركنين أساسيين هما الرجل والمرأة فلو قصر أحدهما في دوره اختلت هذه الأركان وساد في المجتمع عوامل الفساد والانحراف، فحتى يصان المجتمع ويكون متماسك الأركان لابد وأن يعرف كل فرد رجل أو امرأة دوره الحقيقي في بناء المجتمع وصونه القائم على توجيهات ومبادئ الدين الحنيف.إن المرأة مثل الرجل في الحقوق والواجبات فمن عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة، فالمرأة المسلمة التي نهلت من معين الإسلام الصافي ونشأت في جوه الوارف الظليل لا تلتزم الحجاب الشرعي تقليدا وعادة بل تلتزمه وقلبها مطمئن بالإيمان إنه أمر من الله عز وجل، ونفسها ممتلئة بالاقتناع أنه دين أنزله الله لصيانة المرأة المسلمة وتمييزا لشخصيتها، وإبعادا لها عن مزالق الفتنة ومواطن الرذيلة ومهاوي الضلال، فإن صلاح الإنسان مرتبط أساسا بعودة المجتمع إلى هدي الإسلام وتعاليمه، وفي بلوغنا القيم الإيمانية التي تجعلنا نحيا في سبيل الله حياة ربانية كاملة في أقوالنا وأفعالنا ومشاعرنا وأذواقنا، وانطلاقا من غاية التربية الإسلامية ومناهجها المبنية على تكوين الفرد الصالح في نفسه المصلح لما استرعي عليه، فيجب أن يكون لباس المرء التقوى والخوف من الله والبعد عن المحرمات، فليتك يا مسلم أن تعلم علم اليقين أن الجميع مكلفون وأن الله سيحاسب الناس على أعمالهم صغيرها وكبيرها يقول الله تعالى (فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يرى ومن يعمل مثقال ذرة شرا يرى) الزلزلة: 8، لذا يجب أن تدرك عندما تنفذ شرع الله أنك تبتغي بذلك وجه الله تعالى، فتدرك معنى الستر والعفاف أما ما نراه من أن بعض ضعاف النفوس من ذوي التواصل الاجتماعي يستخدمونه من أجل أغراض خسيسة، فإذا كان السبب دينيا فأي دين يسمح لهم بهذا المجون، فإننا نعيش في عصر طمست فيه الحقائق عصر يتربع فيه الشيطان على عرشه ويستعد للاعتزال بعدما رأى من فاقه في حب الخطيئة ونشرها بين الناس، ولذلك لا تستغرب أن ترى محجبات آخر الزمان وهن يضعن أطنانا من المساحيق على وجوههن وقد أرخين الحجاب ليرى النحر وما علق به من العقود، إذ أنكرتها فسيقولون لك لا تتدخل بالأمور الشخصية ولكنهم لو يرون محجبة قد لبست ما يجب على المحجبة لبسه من لباس العفاف والستر بجميع شروطه، وقد تنقبت لقالوا عنها بأن هذه متزمتة متعنتة متخلفة إلى آخر ما في قاموس الشتم والاستهزاء وهذا من مظاهر عصر الانحطاط الذي تحدث عنه الرسول صلى الله عليه وسلم والذي سيصبح فيه المنكر معروفا والمعروف منكرا.