30 أكتوبر 2025
تسجيل* كان الشاعر محمد النميري يتغزل ويشبب بزينب أخت الحَجَّاج بن يوسف الثقفي، ومما قال فيها: أَهاجَتكَ الضَّغائنُ يومَ بانُوابِذي الزِّيِّ الجميلِ من الأَثاثِظَعائنُ أُسْلكتْ نَقْبَ المُنَقَّىتُحَثُّ إذا وَنَتْ أَيَّ اجتثاثِ* وقال النميري في زينب أيضاً:تَضَوَّعَ مِسكاً بَطْنُ نعمانَ إِنْ مَشَتْبِهِ زَينبٌ في نِسْوَةٍ عَطِراتِ* وقال أيضاً:تَشْتُو بمكةَ نَعمةًومَصيفُها بالطائفِأَحْبِبْ بتلكَ مَواقِفاًوبزينَبٍ من واقِفِوعَزيزةٍ لم يَغْذُهابُؤْسٌ وَجَفْوَةُ حائِفِ* وله فيها أيضاً بعد أن توفيت:لِزَينبَ طَيْفٌ تَعْتَريني طَوارِقُهْهُدُوّاً إذا الليلُ ارْجَحَنَّتْ خَوَافِقُهْسَيَبكيكِ مِرنانُ العَشِيِّ يُجيبُهُلَطيفُ بَنانِ الكَفِّ دُرْمٌ مَرافِقُهْإذا ما بِساطُ اللَّهوِ مُدَّ وأُلقيتْلِلذَّاتِهِ أَنماطُهُ ونَمَارِقُهْ* وقد تهدده الحَجَّاج بن يوسف بالقتل فهرب النميري إلى اليمن وقال في ذلك:أَتاني عن الحَجَّاج والبحرُ بَينناعقارِبُ تَسري والعيونُ هَوَاجِعُوفي الأرضِ ذاتِ العَرضِ عنكَ ابن يُوسُفٍإذا شِئْتُ مَنْأىً لا أَبا لَكَ واسِعُفإنْ نِلْتَني حَجَّاجُ فاشْقَفِ جاهِداًفإنَّ الذي لا يَحفَظُ اللهُ ضائعُ* وقد طلبه الحَجَّاج كثيراً ولكنه لم يتمكن من القبض عليه، إلاَّ أنَّ النميري مل من حياة الهاربين وابتعاده عن وطنه، فعاد وجاء إلى الحَجَّاج بن يوسف بنفسه، فلما رآه قال له: إيه يا نميري، أنت القائل:(فإنْ نِلْتَني حَجَّاجُ فاشْقَفِ جاهِداً)فقال النميري بل أنا القائل:أَخافُ من الحَجَّاج ما لَستُ خائِفاًمن الأَسَدِ العِرباضِ لم يَثْنِهِ ذُعْرُأَخافُ يَدَيهِ أَنْ تَنَالا مَقاتِليبأَبيضَ عَضْبٍ ليسَ من دُونِهِ سِتْرُ* وأنا الذي قال:فها أَنا ذَا طَوَّفْتُ شَرقاً ومَغْرِباًوأُبْتُ وقد دَوَّخْتُ كُلَّ مَكانيفلو كانتِ العَنْقَاءُ منكَ تَطيرُ بيلَخِلْتُكَ إلاَّ أَنْ تَصُدَّ تَرانيفابتسم الحَجَّاج وأَمَّنه ثم عفا عنه، وخلّى سبيله.وسلامتكم...