03 نوفمبر 2025
تسجيليا هلال رمضان، حدثني ألست أنت نفس الهلال الذي يطلع علينا في غرة كل شهر قمري؟ فقل لي بربك، لمَ كل هذا الترقب، والتشوق، والتشوف لرؤيتك؟ ولمَ كل هذه الحفاوة، والِبشارة، والسعادة لمقدمك؟ ولمَ كل هذه التبريكات، والأمنيات، والتهنئات لمجيئك؟. سبحان من خصك بخواص ميزتك، وحباك مناقباً ومآثراً رفعتك، وجعل لك محبة ومعزة في القلوب زينتك، تزهو بهن على سواك، من الشموس والأفلاك، ولا يضاهي سناها سناك، لا ينقص شرفك الزمان، ولا يدركه السِّماكان، ولا يبلغه الفرقدان ، يسمو بسؤدد مصان. (الله أكبر، اللهم أهلَّه علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام والتوفيق لما يحب رينا ويرضى ربنا وربك - يا هلال - الله). أهلاً ومرحباً بك يا هلال رمضان، من غائب طال انتظاره، وزائر لا يمل جواره، يغشى الديارَ أنواره. أهلا بك، آتياً بالسرور والحبور، مخففاً الأعباء عن الظهور، مزكياً النفوس بالطُهور. يا هلال رمضان، بريقك يزري باللُجين، يكاد يشع في كل حين، يأخذ بالقلب والعين. إنا إذا رأيناك طابت نفوسنا، وقرت عيوننا، وانشرحت صدورنا. عجباً لأمرك يا هلال رمضان! أنت في شخصك ضئيل هزيل، وفي قدرك رفيع جليل. عجباً لأمرك ! فقت البدر حسناً وجمالا، على نقص صورتك اكتمالا. ومع هذا، أنت متواضع حييّ، ومتخفر خفيّ. لعمرك يا هلال رمضان، إنا نحبك ونطريك، ونبوء لك بأياديك، ونحيي بالقيام لياليك. نسأل ربنا فيك العون والصبر، والتوفيق والسداد في الأمر، والثبات والرشاد في الخير. يا هلال رمضان، لياليك تحمل السر، سر ليلة القدر، سر َخفي على الدهر. فأخبرنا إن كنت تدري، متى ليلة القدري؟، فاشتياقنا إليها في عروقنا يجري. ما لي أراك يا هلال رمضان، تهم بالذهاب في عجل، كأنك منا على وجل، أو كأنك أجفلت من خجل، أترانا قصرنا معك في العمل؟! . سألتك بالله يا هلال رمضان، أن تطيل البقاء، وأن تنير أديم السماء، ومثلك لا يخيّب الرجاء. ما لك مطرق واجم أعياك الجواب، هوِّن عليك، فما نحن في دار قرار، وإن ما كُتب عليك من سِرار، قد أقام لك من نفسه الأعذار. وداعاً أيا هلال رمضان، فديتك، نودعك بعبرات الترح، كما استقبلناك بعبرات الفرح، وهما متشابهتان في ظاهريهما، كلتاهما دموع، وبين معنيهما من شاسع البون، كما بين الغروب والسطوع. إلى اللقاء أيا هلال رمضان، نستودعك حفظ الله ورعايته، ونسأله أن يعيدك علينا أعواماَ عديدة وأزمنة مديدة، ونحن في عافية حميدة، إنه هو الرحمن الرحيم.