16 سبتمبر 2025

تسجيل

الاستدامة لحياة أفضل في مشيرب قلب الدوحة

13 أكتوبر 2019

تقليل 80 % من المخلفات في مواقع أعمال المشروع يشكّل مشروع مشيرب قلب الدوحة نموذجاً ساطعاً لمفهوم الابتكار الذي تسعى قطر إلى تطبيقه وفقاً للرؤية الوطنية 2030؛ خاصة فيما يتعلق بجوانب الاستدامة، بهدف الارتقاء بأسلوب حياة الناس في قطر وتحسين الطريقة التي يعملون ويعيشون بها وبدون التفريط في التراث والثقافة القطريّة. إن الاستدامة تعني قدرة البشر على الحفاظ على نوعية الحياة التي نعيشها على المدى الطويل، وهو الأمر الذي يعتمد في الأصل على استمرارية الموارد الطبيعية وعلى دورة منظومة العالم الطبيعي. ولا شك أن الاستدامة تتطلب جهداً جماعياً والتزاماً من الأفراد والمجتمعات والحكومات، وهو الأمر الذي يحتاج إلى العديد من السياسات والتطبيقات، حيث إنها أمر يتوغل في العديد من القطاعات مثل الزراعة والطاقة والهندسة وبناء القرى والبلدان والمدن، وتعديل الأساليب الاستهلاكية للأفراد والشركات، فالاستدامة مبدأ يجب أن نتبعه في حياتنا بشكل عام. لذلك كان شعارنا في مشيرب العقارية ونحن نعمل على تصميم وإعادة إحياء حي وسط المدينة هو أن الاستدامة أسلوب حياة، والناظر بتمعن يجدها جزءا لا يتجزأ من نسيج مشيرب قلب الدوحة. الاستدامة في التصميم والتنفيذ: كان اختيار الشركات ذات الممارسات المستدامة أمراً رئيسياً لإتمام أعمال الإنشاءات بأقل أثر بيئي ممكن، وقد نجحنا بالفعل في تقليل حوالي 80% من المخلفات في مواقع الأعمال، كما تم استخدام مواد معاد تدويرها من قطر والمنطقة. الاستدامة في المكان: حرصنا على تصميم الشوارع وتوقيع المباني بطريقة تضمن تقليل استهلاك الطاقة تلقائياً. فمثلاً، يوجد تدرج في أطوال المباني لتلقي بظلالها على بعضها البعض، ولتظلل الشوارع التي صممت أيضا على شكل شبكة متصلة بسكك وممرات ومناطق عبور للمشاة لتشجع مرتادي الحي على المشي بدلاً من استخدام السيارات. ويساعد في ذلك أيضاً أننا وفرنا بدائل للتنقل مثل "ترام مشيرب" الذي يربط المنطقة كلها، وخصصنا طرقا للدراجات الهوائية وأماكن لصفها في كل أنحاء الحي. كما يجد كل من يعمل أو يسكن أو يزور مشيرب كافة الخدمات المدنية والتجارية والترفيهية على مقربة منهم. ومن الأمور الأخرى التي عملنا عليها لاستدامة المكان توفير مناطق خضراء حول مشيرب قلب الدوحة، فالحدائق والأشجار تقلل من نسبة الرطوبة بصورة طبيعية مما يقلل الإحساس بالحرارة ويلطف الجو ويشجع على الحركة بدون سيارات، واستخدمنا في ذلك أيضاً نباتات طبيعية من المنطقة قادرة على التكيف مع الطقس المحلي وأنظمة ري عالية الكفاءة تستعمل المياه المعاد تدويرها من المباني لري النباتات. استدامة المباني: حصلت مباني مشيرب قلب الدوحة على شهادة الريادة في الحفاظ على البيئة العالمية LEED إما فئة ذهبية أو بلاتينية، فكل المباني تقلل من استهلاك الطاقة في التبريد وفي استهلاك المياه، بدءاً من لون المباني الفاتح، والذي يقلل من اجتذاب الحرارة، والعزل الحراري الفعال للحوائط والنوافذ، وحتى أنظمة الكهرباء الموفرة، وأنظمة استرجاع المياه المكثفة من أجهزة التكييف وتجميع مياه الأمطار في صهاريج لاستخدامها في التنظيف وفي الري، كما توجد نظم لتجميع وإعادة تدوير المخلفات من كل مبنى، وألواح شمسية توفر نسبة كبيرة من احتياجات المباني من الكهرباء. إن مشيرب قلب الدوحة هي ثمرة ثلاث سنوات من الأبحاث التي شاركت فيها كبرى الدور الهندسيّة وبيوت الخبرة العالميّة، و10 سنوات من العمل لتصميم وتنفيذ مجتمع متكامل، يجمع بين أفضل المفاهيم الهندسية التي سادت في قطر قديماً، وبين حداثة الحاضر لضمان أسلوب حياة أفضل للجميع في قطر، كما أنها قد أصبحت بالفعل معياراً تقاس به نماذج تطوير المدن والأحياء المستدامة في العالم.