14 سبتمبر 2025
تسجيلهي ذات العقول الأمنية الغبية التي لا تملك ذرة من ضمير وطني أو إحساس إنساني.. هي التي قتلت من قبل المتظاهرين السلميين أثناء ثورة يناير.. ثم عادت لتقتلهم الآن وهم يجاهدون من أجل استرداد الثورة التي سرقها قادة الجيش بمساندة بعض النخب الخائنة وبعض المغيبين من أبناء الوطن. في ثورة يناير قاموا بقتل المتظاهرين ظنا منهم أن ذلك سيدفعهم للفرار والعودة إلى منازلهم والتوقف عن المطالبة برحيل النظام الذي يحمونه مقابل السماح لهم بالحصول على نصيب من ثروات الوطن التي ينهبها. لكنهم فوجئوا بشباب لا يهاب الموت ويقبل عليه بكل إصرار لأنه علم يقينا أن الموت أشرف له من أن يعيش في ظل نظام يستعبده ويسرق حاضره ومستقبله. ومع استمرار القتل استمر الصمود حتى نجحت الثورة. لكن رغم ذلك استمر غباء المؤسسات الأمنية والقائمين عليها كما هو، فلم يتعلموا الدرس بعد، وظلوا يمارسون القتل في كل الأحداث التي تلت الثورة، وصولا إلى انقلابهم التام عليها بما حدث في 30 يونيو الماضي. وعندما خرج المواطنون عليهم مرة أخرى، عادوا لممارسة غبائهم معتقدين أنهم انتصروا وعاد لهم ملكهم السليب، فقاموا بتوجيه سلاحهم إلى المعتصمين العزل وهم ساجدين في صلاة الفجر غير مبالين بحرمة الصلاة وحرمة وجود النساء والأطفال بين المعتصمين. فهم لا يملكون ذرة من دين أو أخلاق أو إنسانية حتى يراعوا ذلك. هم مجموعة من اللصوص الدمويين الذين لا يترددون في القيام بأي شيء من أجل استمرارهم في السلطة ونهب الثروات. ولذلك هم دائما يخسرون. يخسرون لأنهم يواجهون أناسا ما عادوا يخافون الموت، بل يواجهونه بصدورهم العارية وبنسائهم وأطفالهم. فبعد ساعات قليلة من مذبحة الساجدين التي قام بها الجيش أمام دار الحرس الجمهوري وقتل فيها ما يزيد على 80 شهيدا وألف جريح، عاد المعتصمون إلى أماكن اعتصامهم بصورة أكثر تصميما على تحقيق هدفهم في عودة رئيسهم الذي انتخبوه، فهو يعبر عن إرادتهم التي سيحمونها حتى النهاية. لقد ذهبت في هذا اليوم الحزين إلى ميدان رابعة العدوية أشارك المعتصمين، فوجدت أناسا صامدين صابرين محتسبين، لديهم يقين لا يتزعزع في نصر الله القريب. سألني أحدهم وهو لا يعرفني ولا أعرفه: هل دفعنا "المهر" يا أستاذ أم هو "عربون" فقط؟ فقلت له لعله أن يكون "المهر" إن شاء الله. فهم يعلمون جيدا أن هناك ثمنا لابد أن يدفعوه من دمائهم من أجل تحقيق أهدافهم وهم راضون بذلك، وكانوا مستعدين لدفعه ومازالوا يستعدون لدفع المزيد. ولذلك سينتصرون فتلك سنة كونية منذ أن خلق الله السموات والأرض.