12 سبتمبر 2025

تسجيل

يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني

19 يونيو 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن ربه عز وجل أنه قال: «يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئا، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان منهم مسألته ما نقص ذلك عندي إلا كما ينقص المخيط إذا دخل البحر، يا عبادي إنما هي أعمالكم: أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها، فمن وجد خيرا فليحمد الله عز وجل. ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه.» رواه مسلم. قوله: " «يا عبادي، إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني» " يعني أن العباد لا يقدرون أن يوصلوا إلى الله نفعا ولا ضرا، فإن الله تعالى في نفسه غني حميد، لا حاجة له بطاعات العباد، ولا يتضرر بمعاصيهم، قال الله تعالى حاكيا عن موسى: {وقال موسى إن تكفروا أنتم ومن في الأرض جميعا فإن الله لغني حميد}.والمعنى: أنه تعالى يحب من عباده أن يتقوه ويطيعوه، كما أنه يكره منهم أن يعصوه، مع غناه عن طاعات عباده، وهذا من كمال جوده وإحسانه إلى عباده، فهو يحب من عباده أن يعرفوه ويحبوه ويخافوه، وأن يعلموا أنه لا يغفر الذنوب غيره.قوله: " «يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم، ما زاد ذلك في ملكي شيئا، ولو كانوا على أفجر قلب رجل منكم، ما نقص ذلك من ملكي شيئا» ": هو إشارة إلى أن ملكه لا يزيد بطاعة الخلق، ولو كانوا كلهم بررة أتقياء، ولا ينقص ملكه بمعصية العاصين، ولو كانوا كلهم عصاة فجرة. وفي هذا دليل على أن الأصل في التقوى والفجور هو القلب، فإذا بر القلب واتقى برت الجوارح، وإذا فجر القلب، فجرت الجوارح، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: " «التقوى هاهنا " وأشار إلى صدره».قوله: " «يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد، فسألوني، فأعطيت كل إنسان مسألته، ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر» " المراد بهذا ذكر كمال قدرته سبحانه، وكمال ملكه، وأن ملكه وخزائنه لا تنفد، ولا تنقص بالعطاء، ولو أعطى الأولين والآخرين من الجن والإنس جميع ما سألوه في مقام واحد، وفي ذلك حث للخلق على سؤاله وإنزال حوائجهم به، وفي " الصحيحين " عن أبي هريرة: «يد الله ملأى لا تغيضها نفقة، سحاء الليل والنهار، أفرأيتم ما أنفق منذ خلق السماوات والأرض؟ فإنه لم يغض ما في يمينه».وقوله: " «يا عبادي، إنما هي أعمالكم أحصيها لكم، ثم أوفيكم إياها» " يعني: أنه سبحانه يحصي أعمال عباده، ثم يوفيهم إياها بالجزاء عليها، وهذا كقوله: {فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره * ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره}.وقوله: " «فمن وجد خيرا فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك، فلا يلومن إلا نفسه» " إشارة إلى أن الخير كله من الله فضل منه على عبده، من غير استحقاق له، والشر كله من عند ابن آدم من اتباع هوى نفسه، كما قال عز وجل: {ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك}.