كن صادقا وصدّيقا

الصدق : هو مطابقة الظاهر للباطن ، وهو ضد الكذب ،أمر الله تعالى ورسوله عليه الصلاة والسلام به لفلاح أهله ونجاتهم ومحبة الله لهم وفوزهم .يقول الله تعالى: يأيها الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِين . والصِدِّيق :مبالغة من الصدق ، لكثرة التصديق ، فيكون الموصوف بها من أهل الصدق في حديثه وأخباره ومواعيده لا يكذب أبداً . والمراد فَرَطُ صدْقِه وكثرةُ ما صدَّق به من غيوب الله تعالى وآياته وكتبه ورسله . وبهذه الصفة سُمي إبراهيم عليه السلام يقول الله تعالى :وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا . وإدريس عليه السلام قال الله تعالى : وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا . ومريم عليها السلام . قال الله تعالى : مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ ...وسُمي بها أبو بكر رضي الله عنه لتصديقه للنبي عليه الصلاة والسلام ليلة الإسراء .عن عائشة رضي الله عنها قالت : « لما أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى المسجد الأقصى أصبح يتحدث الناس بذلك ، فارتد ناس ممن كان آمنوا به وصدقوه ، وسعى رجال من المشركين إلى أبي بكر رضي الله عنه ، فقالوا : هل لك إلى صاحبك يزعم أنه أسري به الليلة إلى بيت المقدس ؟ قال : أوقال ذلك ؟ قالوا : نعم ، قال : لئن قال ذلك لقد صدق ، قالوا : أو تصدقه أنه ذهب الليلة إلى بيت المقدس وجاء قبل أن يصبح ؟ فقال : نعم ، إني لأصدقه في ما هو أبعد من ذلك أصدقه في خبر السماء في غدوة أو روحة . فلذلك سمي أبوبكر الصديق رضي الله عنه .