14 سبتمبر 2025

تسجيل

حرمة الشهر الفضيل

19 يونيو 2016

عنوان المقال أظنه دون مبالغة هو أشهر عنوان لمقال في جميع الصحف العربية هذه الأيام من المحيط الى الخليج. نفس الشكوى وجدتها عامة ولا تنطبق على دولة بعينها ونفس المظاهر السلبية تكاد تتطابق في أقطارنا العربية والاسلامية مع الأسف وفي هذه الأيام المباركة التي جعلها الله عز وجل للعبادة والطاعة وليس لشيء آخر.فما بين المطاعم التي تحولت الى خيم رمضانية تعج بالشيشة والموسيقى والغناء، الى البعض من تجار المواد الغذائية الذين يحللون لأنفسهم الاحتكار والاستغلال، ورفع الأسعار في هذه الأيام المباركة ولا يكتفون بالربح اليسير ورحمة المستهلكين .والى المواطنين أنفسهم الذين غرقوا في الإسراف والتبذير، رغم أن شهر رمضان هو شهر الحرص والصوم والشعور بما يشعر به الفقير والمحتاج من حرمان وجوع وعطش الصوم، وهو شهر تفقد المحتاجين والعائلات المستورة، ومساعدة الفقراء، ودفع زكاة المال لمستحقيها، والإكثار من الصلاة والدعاء، والتقرب إلى الله بعمل الخيرات، وتوزيع الصدقات، وصلة الأرحام وليس شهر المسلسلات والاغاني والسهر حتى الساعات الأولى من الصباح والذهاب الى العمل شبه نائمين وتعطيل مصالح العباد وكأنه أصبح الشهر الفضيل شهر كسل ونوم وأكل فقط.وأذكر نفسي أولا وأذكركم بأن من أهم المعارك الإسلامية خاضها أبطالنا المسلمون وهم صائمون منها على سبيل المثال لا الحصر "معركة بدر" ، ومن الظواهر السلبية التي انتشرت في رمضان ظاهرة قيادة السيارات بتهور والسرعة العالية وخاصة في الساعة التي تسبق مدفع الإفطار، حيث تكثر فيها التجاوزات المرورية الخطيرة التى تؤدي في كثير من الأحيان الى عواقب وخيمة.ولا ننسى ظاهرة التسول الجماعي التى تنتشر في الاسواق والمجمعات وفي رمضان كما تنتشر البكتري،ا وهؤلاء المحترفون يمنعون بهذه الطريقة محتاجون حقيقيون حيث يختلط لدينا المحتاج مع غير المحتاج.وأيضا إذا تأملنا واقع المتاجر والمولات، والمجمعات الكبيرة فسنجد ظاهرة من يقفون أمام المداخل يدخنون السجائر في نهار رمضان، تقول عزيزي القارئ إنهم ليسوا مسلمين؟؟ نعم .... أيا كانت ديانتهم فهذا لا يجوز أبدا فهم في بلد مسلم، ايضا ظاهرة الملابس غير المحتشمة لبعض السيدات الى ظاهرة جديدة بدأت وهي ظاهرة البنات اللاتي تركبن دراجات بخارية خلف رجال في عادة غريبة ومستهجنة وتقليد أعمى للغرب، مع أن المفروض احترام ديننا وعاداتنا وتقاليد ديننا الحنيف فنحن مجتمع مسلم محافظ وغيور على دينه، فمثلما نحن نلنزم بقوانينهم في بلدهم عليهم أيضا احترام قوانينا وديننا.وأخيراً إن مواجهة هذه الظواهر السلبية ليس واجب الأجهزة الرسمية وحسب وإنما واجب المجتمع كله في الوقوف والتصدي لها، والله من وراء القصد وهو يهدى السبيل .