13 سبتمبر 2025

تسجيل

بين علاج النفس القرآني الغربي (1)

19 يونيو 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); يتعرض الإنسان في نقليات حياته إلى مشكلات ومواقف تسبب له ضغطا نفسيا تحول دون سعادته، وهذه المشكلات ينتج عنها الشعور بالتعب والإحباط والإعياء، ما يؤدي إلى تغيير سلوكي فسيولوجي في عمل الجسم.. كسرعة دقات القلب، وهبوط مفاجئ في الطاقة وعدم الرغبة في عمل أي شيء والشعور بالقلق والمرض الوهمي. كل ذلك يحدث نتيجة ارتفاع هرمونات الستريس مثل الأستيل كولين و الإبينفرين في الجسم.والذي يهمنا في هذا الموضوع الضغوط النفسية، فما المقصود بالضغط النفسي؟هو حصيلة تراكم كمّ هائل من المشكلات التي لم تجد طريقها للحل. وأرى أن يُعرّف الضغط النفسي بأنه: مجموعة المؤثرات التي تؤثر في الإنسان نتيجة العقبات التي يواجهها أو المشكلات سواء أكان لها حل أم لا!مما يؤدي إلى تغيرات بيوكيميائية أخرى في الجسم من بينها انخفاض معدل الإندروفين وهي الأنيونات المقاومة لوهج الألم.أنواع الضغوط النفسية للضغوط النفسية جانبان أحدهما إيجابي والآخر سلبي:فالجانب الإيجابي هو الجانب الحسن. هناك بروتين يطلق عليه اسم (الكروموجراميت A) الذي تصنعه خلايا الغدة اللبية الكظرية، وقد تبين أن هذا البروتين له بالفعل تأثير في الضغوط النفسية، لأن غيابه عن الجسم يؤدي إلى خلل، وبالتالي وجوده في الجسم ينشط القدرات الفكرية والتفكيرية في الإبداع والإنجاز والنجاح والإنتاجية، وبالتالي الخروج من الضغط النفسي.أما الجانب السلبي فله بعدان:البعد الأول: يتمثل في الإحباط وضعف الأداء وقلة الإنتاجية والفشل وتوتر العلاقات مع الآخرين وعدم الثبات الانفعالي.أما البعد الثاني: من هذا الجانب السلبي فهو الجانب المتمثل في التعرض إلى أمراض مختلفة كضغط الدم وتوتر الحواس وتشتت الأفكار وسهولة الاستثارة يصاحبها تزايد في كمية الأدرينالين التي يفرزها الجسم، وهذا قد يؤدي إلى الانهيار العصبي وأمراض القلب.ومن أنواع الضغوط النفسية أيضا الخارجية والداخلية:فالعوامل الخارجية تتمثل في البيئة كالحرارة الشديدة أو البرودة الشديدة والضوضاء والضجيج الشديد والتقلبات المناخية. وأحداث الحياة الرئيسية كفقدان الأمن الوظيفي وعدم الترقية وفقدان الطمأنينة الوجودية داخل الأسرة والمجتمع أو موت إنسان عزيز.والنسيج المجتمعي في الوقت الراهن للأسف نسج بنسيج التكاذب والتحاسد والأنانية، ما يؤدي إلى الكآبة والتشاؤم وفقدان الدافع البيولوجي (الجنسي) وضعف التركيز والذاكرة.أسباب الضغوط النفسية • أولا- العمل: ويتمثل في صعوبة العمل والتعليمات وعدم توافق الموظف معها وعدم وضوح العمل وتحديد الصلاحيات، والقيام بعمل لا يرغب به الموظف والطموحات الشخصية في الارتقاء وتولي المناصب وبيئة العمل غير المناسبة والخلل في العلاقات الشخصية داخل محيط العمل.• ثانيا- الإدارة: إن أكثر الأمور دمارا أو إعمارا أو إحباطا أو ارتقاءً في حياة الموظف هي الإدارة، وهنا نتوقف عند المديرين بما أن دورهم إداري قيادي، ولن نتحدث عن مديري "حب لأخيك ما تحب لنفسك" وهم كثر الذين تتجاوز اهتماماتهم مصالحهم الخاصة ويحيطون بمصلحة العمل والمجتمع ككل، ولكن سنتحدث عن مديرين ابتليت بهم بعض المؤسسات، مديرين لا تتجاوز اهتماماتهم حدود مصالحهم الخاصة ولا يحيطون بمصلحة العاملين والعمل ككل، ويستخدمون الوسيلة التي تبررها الغاية وهي الانتقام من الموظفين وإخضاعهم لإرادتهم، فالكل يجب أن يمجدوا أفعالهم ويلقوا برؤوسهم بين أكتافهم إذعانا وليس احتراما.. أقول لكم بأمانة شديدة ومن واقع معاينتي العيادية، أستطيع أن أقول إن هناك مديرين منهم من يعاني من الشعور بالنقص، ومنهم من يعاني من مركب النقص، ومنهم من يعاني من النرجسية، ومنهم من يعاني من الاستهواء.. بالله عليكم كيف ستكون الحالة النفسية للموظف حين يبتلى بمدير مستبد.• ثالثا- المشكلات الأسرية.• رابعا- الموظف ومكانته وكينونته، سواء في الحصول على منصب أو فقدانه أو عدم التكيف في المنصب الذي نقل إليه.• خامسا- حين يمنع من تحقيق ما يريد منعا تعسفيا للارتقاء بالعمل.• سادسا- حين يرى الغير يكافؤون دون حق.آثار الضغوط النفسية هناك علاقة بين الضغوط النفسية والمرض، فما سر هذه العلاقة؟العلاقة بين الضغوط والمرض هي العلاقة بين الجهاز العصبي والجهاز المناعي، فعندما نتعرض للضغوط يتأثر الجهاز العصبي، ويحدث اختلال في الهرمونات التي تفرزها الغدة النخامية في الدماغ، وهي أم الغدد، والغدة النخامية غدة صماء تقوم بإفراز العديد من الهرمونات والمحفزات العصبية التي تؤثر في الجهاز المناعي، وهو جهاز حماية الجسم، وعندما يختل الجهاز المناعي يحدث اختلال في أنسجة وأعضاء الجسم، ما يسبب ظهور الأمراض.ويمكن ذكر بعض الأمراض التي تظهر على إثر الصدمات والضغوط النفسية، ومنها مرض السكري، وسقوط الشعر وابيضاضه، وضغط الدم المرتفع، والذبحة الصدرية، وقرحة المعدة، والتهاب القولون، وضمور العضلات، والبهاق.هذه بعض الأمراض التي تظهر بعد الصدمات والضغوط النفسية، والتي تؤدي إلى اختلال جهاز المناعة.وتؤثر في الأداء العقلي الوظيفي، وتخلق حالة من اللاتكيف، ما يسبب اضطرابا في النمو العاطفي والذهني وفي تكامل وتدامج الشخصية.سبحان ربي.. أي سر هذا!هناك بعد كبير بين علاج النفس القرآني وعلاج النفس الغربي.. إن علماء النفس الغربيين لا ينظرون إلى النفس إلا من خلال العيوب والأمراض. لا يفتشون إلا في الانحرافات والتشوهات والعقد ولا يقدمون شيئا إيجابيا عن النفس السوية والشيء الوحيد المفسر للسلوك عندهم هو إشباع الشهوة.ومن هنا كان الإحساس بالذنب عند (فرويد) مرضا والتوبة نكوصا، والندم تعقيدا، والصبر على الأزمات والضغوط برودا، وقمع الشهوات كبتا له عواقب وخيمة.في حين يعلمنا ديننا الحنيف أن قمع الشهوات هو شاهد على سلامة النفس، وأن الإحساس بالذنب علامة صحة والتوبة علاج نفسي، إذ إنها تعيد للشخصية المضطربة الثقة بالنفس وبالله وبالناس..